«أيها الإخوان: فإنني قوي الأمل في النصر – إن شاء الله – فإننا على الحق، والحق مؤيد من الله، وقد اتجهت الأمة واستيقظت، فلن ننخدع بعد اليوم، وفي مصر حيوية جارفة حين تفيض لا يقف في طريقها شيء .. ، فاعملوا والله معكم ولن يتركم أعمالكم».
رحم الله الإمام حسن البنا، الذى يبث دائماً الأمل في التفوس .. إنطلاقاً من أن اليأس والإيمان لا يجتمعان، مصداقاً لقوله تعالى: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).
نعم .. إنه الأمل الذى يجب أن يملأ قلوبنا المؤمنة الموقنة بروح الله ووعده سبحانه وتعالى، وكيف يتطرق اليأس إلى نفوسنا من نصر الله وعونه لعباده الصالحين، بعد تأمل وتدبر هذا الوعد الحق في قوله سبحانه: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)؟.
فيا أيها الأحبة: لا تنشغلوا بالنصر كيف ومتى يتحقق وعلى من يتنزل؟، ولكن ما يجب أن ننشغل به فقط؛ هو كيف نستكمل مقومات النصر في أنفسنا باليقين الكامل (إيمان) وفي جهودنا بالاستعداد التام (عمل). والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
——————————— المصدر: من كلمة الأستاذ البنا فى المؤتمر الشعبي الأول للإخوان المسلمين بالقاهرة، 28 شوال 1364هـ – 4 أكتوبر 1945م.