الإخلاص طريق الخلاص –  د. محمد حامد عليوة

الإخلاص طريق الخلاص د. محمد حامد عليوة

الإخلاص طريق الخلاص، ولا بدّ له من مجاهدة النفس ومكابدة هواها، لأنه شاق عليها، وليس لها معه حظ أو نصيب.
والفائز من تجاوز رغبات نفسه، وخالف هواها، وكبح جماحها، وأخلص لله، والخاسر العاجز من أتبع نفسه هواها؛ فحرم نفسه ثواب عمله وفقد ثمار جهده.
ومن حُرم الإخلاص أصابته الحسرات وأحاطت به العثرات. ورحم الله الإمام ابن الجوزي حين قال: «إنما يتعثر من لم يُخلص».

والإخلاص يعني: الوقوف مع الله تعالى في (القول والعمل وفى السر والعلن وفى الحركة والسكون) ابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، وهو شرط أساسي لصحة الأعمال، فالعمل لا يصح إلاَّ به، ولا يقبل إلاَّ به، ولا يحدث للعبد توفيق وهداية بدونه. قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) [البينة:5]، وقال عزَّ من قائل: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 164]. وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ).[الزمر:2].

يقول الإمام حسن البنا: «وأريد بالإخلاص أن يقصد الأخ بقوله وعمله وجهده وجهَ الله، وابتغاءَ مرضاته وحُسْنَ مثوبته، من غير نظرٍ إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدُّم أو تأخُّر، وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِيْ وَنُسُكِيْ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِيْ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ﴾ (الأنعام: 162، 163) وبذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم: (الله غايتنا) و(الله أكبر ولله الحمد)».

اترك تعليقا