بين المحنة والمنحة – بقلم: الإمام الشهيد حسن البنا
«أيها الإخوان المسلمون: ستنكشف الغمة، وتزول المحنة إن شاء الله، وتخرجون من البلاء خروج السيف من الجلاء؛ أنقياء أتقياء، والله – تبارك وتعالى – يُربيكم بالمنحة والمحنة ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ﴾ غافر 85، ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ أل عمران 200.»
————————- المصدر:أخر ما كتب الامام حسن البنا، بعنوان (بين المحنة والمنحة)، نُشر في جريدة (الإخوان المسلمون)، العدد (794)، بتاريخ 2 صفر 1368هـ – الموافق 3 ديسمبر 1948م.
تعقيب: من الدكتور محمد حامد عليوة * إن كل شيء يبدأ صغيرًا ثم يكبر، إلا المحن والشدائد تبدأ كبيرة ثم تصغر. حيث تشتد المحن في أولها ومع الصبر يخف وقعها في النفس، وإن كانت المِحنة في الحق فإنها باليقين والاحتساب تتحول إلى طاقة دافعة، وعبادة نافعة، وسعادة جامعة. فكل شيء في جنب الله يهون.
* والتضحيات معراج الدعوات، فلا تقلقوا على دعوة الحق، فلها رب يحميها، وبالفتن والمحن يمحصها وينقيها. وكلما كثرت التضحيات اقتربت الأمنيات. وما علينا في هذه الأوقات بعد الصبر والثبات وتعلق القلوب برب الأرض والسموات إلا: استفراغ الوسع وبذل الطاقات، والتوجه للمولى بخالص الدعوات، أن يجمع على الحق القلوب والكلمات، وأن يفرج كرب دعوتنا، ويفك أسر أحبتنا، ويجمع شمل أمتنا، إنه مجيب الدعوات.
وما بين عشية وضحاها إلا وقد تغيرت الأحوال، وتحققت الآمال، وانكشفت عن الأمة الغمة، وخرج الأحبة من البلاء أنقياء خروج السيف من الجِلاء، وعادت راية الحق والخير تظل الناس. ولنا في سنن الدعوات وحوادث التاريخ العبر.