الثبات على طريق الحق حتى المَمَات – د. محمد حامد عليوة

الثبات على طريق الحق حتى المَمَاتد. محمد حامد عليوة

لقد قدم الدعاة الصادقون – ولا زالوا يقدمون – نماذج طيبة وأمثلة حيَّة من الثبات على المبادئ والصبر في الشدائد، وذلك رغم  كثرة الخطوب ووحشة الدروب، وتنوع الفتنّ وتعدد المحنّ، فما لانت لهم قناة، وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وما زادتهم المحن إلا إيماناً وتسليماً وتثبيتاً، ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ..﴾. فما توقفوا يوماً عن مسيرة الدعوة، أو تخلفوا عن ركب الإصلاح، حِسبة لله تعالى،

ثبات أهل السبق والصدق

لقد نال السابقون الأولون من الدعاة شرف السبق، حين ساروا على طريق الدعوة ومهَّدوه لمن بعدهم من الأجيال، بل وصبروا وثبتوا أمام محن الطريق الكثيرة والمتنوعة، فكان صبرهم وثباتهم ضريبة قدموها لمن بعدهم؛ حتى يستمر السير وتظل قافلة الدعوة تتحرك نحو غايتها ترفع لواء قائدها محمد بن عبد الله (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَأنَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف: 108).

والأخ الصادق على طريق الدعوة بين حالين متواصلين متلازمين:
1- رجل يؤدى دوره.
2- رجل يتجهز لأداءه (باستكمال نقصة واستكمال عدته الروحية والفكرية والبدنية والعملية). إنه الثبات على أداء الرسالة والحركة بالدعوة مهما كانت الظروف.

فيا أيها الأخ الحبيب: الزم الطريق عاملًا باذلًا، وسر في ركب الأتقياء الأخفياء، ولا تلتفت لمن تمحور حول نفسه وإن علا صوته وذاع أمره، فهو ظاهرة صوتية لن تدوم، ولا تنشغل بمن تنكب الطريق أو انحرف عن الجادة مهما كان قدره وكثر حشده، فسرعان ما ينزوي ويذوب، فدعوتنا دعوة مبدأ لا تقبل الشركة ولا يصلح لها إلا من أحاطها وأخلص البذل لها.

وختاماً: مما تعلمناه من أهل السبق وأصحاب الفضل، أن الثبات على مبادئ دعوة الحق، وعدم الانحراف عن طريق الحق، والاعتداد بمواقف الكرامة والشهامة – مهما تعاظمت الخطوب وبلغت المِحنة مبلغها – هو نصر المرحلة، وما النصر إلا صبر ساعة، فاثبتوا فإن النصر مع الصبر.

والحمد لله رب العالمين

—————

اترك تعليقا