
في التوازن التربوي
- zadussaerinweb@gmail.com
- أكتوبر 14, 2020
- التربية الدعوية
- 0 Comments
في التوازن التربوي – بقلم: د. محمد حامد عليوة
إن التربية إذا حققت أهدافها، وأحدثت في المتربي تأثيرها، وأينعت فيه ثمارها، فإن ذلك يعني:
أن تصدرعن الفرد سلوكيات تربوية سليمة (مرغوبة) في أي وسط يحياه وبدون وجود من ربَّاه.
لأن التربية الحقيقية المؤثرة هي التي تنعكس على المتربي، فتغير فيه إلى الأحسن؛ تغييراً في فكره ومشاعره وسلوكه، فتتحول معها النظريات إلى عمليات، والعواطف إلى مواقف.

التوازن التربوي من دلائل التربية الصحيحة
ونحن على طريق الدعوة وفي حقل التربية نحتاج إلى أن تتلازم الرؤية الصحيحة والبصيرة الواعية لدى الدعاة والمربين بالعمل الجاد والحركة المثمرة، دون انفكاك بينهما.
والسبب في ذلك: أنه كلما تنوعت حركة الفرد واتسعت خطواته في العمل مع غياب الفهم الصحيح والرؤية الواضحة فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى أحوال غير مرغوبة وسلوكيات غير رشيدة؛ منها: إما الانحراف عن المسار الصحيح، أو الابتعاد عن الأهداف وبلوغ الغايات، أو تشتيت للجهود وتضييع للفرص السانحة، بل ربما تؤدي هذه الحالة –عند استفحالها وانتشارها- إلى تقسيم الصف المسلم العامل وتصدع بنيانه.
والعكس صحيح إذا وجدت الرؤية لدى الفرد مع غياب العمل وانتشار الخمول والكسل، وساد في حقل الدعوة الجدل، وحل التنظير محل العمل، فإن ذلك سيؤدي بلا شك إلى نتائج -غير مرجوّة – قريبة من سابقة الذكر، فلا بديل إذاَ عن الملازمة بين الرؤية الصائبة والحركة الدائبة.

ملازمة دائمة بها قد من التوازن والانسجام، فقد يتحقق التلازم فتوجد الفكرة الصائبة والرؤية الصحيحة والتنظير الكبير مع أداء وفعل متواضع جداً لا يتناسب مع هذا الكم الهائل من الأفكار والرؤى والنظريات. أو أن تتسع الحركة ويتنوع الجهد مع حالة من الرؤية الضبابية والأفكار المحدودة والفهم القاصر، هنا تكون الملازمة متحققة لكن التوازن التربوي غائب، وهو الأمر الذي يجب أن نحافظ عليه في سلوكنا التربوي على طريق الدعوة.