كيف ربَّى حسن البنا إخوانه على الحب؟ (1)

كيف ربَّى حسن البنا إخوانه على الحب؟ (1)إعداد: عادل المحلاوي

كان الإمام البنا فريدًا في أساليبه التربوية التي انتهجها لتربية أبناء هذه الدعوة ورجالها على المفاهيم والمعاني الإسلامية، ومن أهم المعاني والمفاهيم التي كان حريصًا عليها (الحب والأخوَّة والترابط)؛ حيث جعلها أصلًا أصيلًا في التربية والبناء، وعنصرًا أساسيًّا في مكونات الشخصية المسلمة النموذجية، بل وجعل الأخوَّة ركنًا من أركان البيعة العشرة التي يُبايع عليها الإخوان المجاهدون.

وهنا نستعرض لقطاتٍ من أساليبه التربوية في أثناء دروسه ومحاضراته في لقاء الثلاثاء، أو عاطفة الثلاثاء كما كان يُسميه، ونرى كيف كان يُؤلف بين قلوب المئات والآلاف من أتباعه ومريديه، ويغرس فيهم روح الأخوَّة والوحدة، ويعمِّق بينهم مشاعر الحب والترابط.

أولًا: لماذا نلتقي؟
ثانيًا: من وحي اللقاء. مشاعر ومواقف.
ثالثًا: مناخ الحب والتلاقي.

أولًا: لماذا نلتقي؟
* لقاء أطهار أخيار
جميل جدًّا أن يقف الإنسان هذا الموقف من هذه الصفوة الطيبة والنخبة الممتازة من الشباب المؤمن الطهور، الذي ما جمعه هذا الجمع وما ألَّف بين قلوبه هذا التآلف إلا دعوةٌ صالحةٌ وكلمةٌ صالحةٌ وغايةٌ صالحةٌ من أهل الصلاح، الصلاح للدنيا والصلاح للآخرة، والصلاح للحق وبالحق. إنه نعم المولى ونعم النصير.

* ومهبط رحمات وسكينة
وترى أية مغفرة وأية رحمة وأيَّ فيض يتنزل في هذا المجلس الكريم الذي ينعقد في الله ولله؟ أية رحمة؟ أية مغفرة؟ أيَّ فيضٍ ينزل علينا نحن المجتمعين في روضةٍ من رياض الجنة؟
أليس اجتماعنا من حلق الذكر؟ ورسول الله يقول: «إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا.» قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: «حلق الذكر».
ويقول : «وما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله. يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا غشيتهم الرحمة، وتنزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في ملأ عنده».

أيها الإخوة الأحباء. ألم نجتمع نحن في بيتٍ من بيوت الله؟ إن لم يكن مسجدًا فهو ملحق بالمساجد في الغاية التي أُنشئ من أجلها المسجد والتي يُعمل لها. أليست تُقام فيه الصلوات وتُصلَّى فيه الجُمع؟ دائمًا يجتمع فيه الإخوان للتآزر على البر والتقوى. ألسنا نتذكر كتاب الله ونتدارسه؟
فأبشروا أيها الإخوان. فإن الملائكة تحفنا. وإنَّ رحمةَ الله تغشانا. وإنَّ السكينة تتنزل علينا.

* وللترابط والتآخي نلتقي
وأحب أيها الإخوان أن ألفتكم إلى ما أشعر به من هذه العاطفة، وإلى ما يجب أن يكون. ذلك أن القصد من هذا الحديث ليس هو مجرَّد الفائدة العلمية أو الروحية فحسب، نحن أيها الإخوان لا نقصد من هذا الاجتماع أن نتقدم إليكم بكثيرٍ من الحقائق العلمية تستفيدون منها، ولا أن نؤثر في أرواحكم تأثيرًا هو في النهاية تأثير ضروري لمَن يستمع لكتابِ الله تبارك وتعالى ويتدبره.

لا أقصد إلى هذين المعنيين وحدهما، ولكن أقصد إلى فائدة عملية، ذلك أن نتخذ من لقائنا في هذا الاجتماع حول هذا الحديث وسيلةً لتعارفنا وتواصلنا، وليأنس بعضنا بلقاءِ بعض، فتتجاذب النفوس، وتتواصل القلوب، وتحتك الأفكار، ولنتبادل في هذا الحديث وفي هذا اللقاء جلسةً ندرس فيها كثيرًا أو قليلًا من نواحينا العلمية.

فهذه الليلة كما اتفقنا ليست للتدريس ولا لتحصيل العلم والمعارف، ولكن لتلاقي القلوب وتوجيه الأرواح، ثم بعد ذلك نتفاهم كما تتفاهم الأسرة الواحدة، فهذا يتحدث في موضوعٍ من الموضوعات، وهذا عنده مسألة تهمُّه، فكلامنا كلام مدارسة لشئوننا من جهة، ومن جهةٍ أخرى عرض لمسائلنا عرضًا سريعًا كما تعرض الأسرة أمورها فيما تريد أن تتجه إليه.

* ورابطة العقيدة تجمعنا
وليس في الدنيا ما هو أقوى ولا أعزُّ ولا أقوى من رابطة الإسلام بين أبنائه، فالمسلمون مهما تباعدت ديارهم واستطالت المسافة بينهم، لا تزال تجمعهم كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
عقيدة ألَّفت بين قلوبهم ووحَّدت بين أرواحهم، وإلا فما الذي جاء بكم إلى جلسةٍ ليس فيها نفعٌ ماديٌّ، اللهم إلا متعة الروح ننعم بها ونسعد بلذتها حين نقطع هذه اللحظات في الحديث عن الإسلام ومحاسن الإسلام من أزاهير رياض الدوحة اليانعة، فتحسون أيها الإخوة بالأثر العميق الذي لا يمكن أن يكون إلا من فيض الله تبارك وتعالى.

* أصول دعوتنا إيمان وحب
حديثي إليكم الليلة أيها الإخوان. يتناول المقدمة المعتادة التي تحلو كلما تكررت، والتي تنبع صافيةً نقيةً من أعماق القلب وقرارة النفس، والتي تبدو دائمًا برَّاقةً من فيض الله تبارك وتعالى.
كان من الملاحظات التي شافهني بها أحد الإخوان – ولا أدري لِمَ كان منه هذا؟ – قال لي إننا نقطع بعضَ الوقت في هذه المناجاة العاطفية التي نفتتح بها المحاضرة، وليعذرني الأخ إذا قلتُ له: إن هذه المناجاة وتلك المكاشفة القلبية تمليها العاطفة وتُوحي بها الأخوَّة، ويُراد بها الوصول إلى الهدف العملي لا مجرَّد القول، إني أترقَّب هذه الليلة، وكلما وقفت هذا الموقف لم أتمالك نفسي أن أفاجئكم بهذه المقدمة، فإني أريد أن ألفت أنظاركم إلى هذه الفكرة الإسلامية، وهي معنى التآخي في الله، وفي مرضاة الله، وإلا فكيف يقول : «وهل الدين إلا الحب والبغض؟».
هذا الإيمان هو الذي نهض بالمجتمع الإسلامي، وصار جزءًا من حياتهم فخلد ذكرهم، وأعلى منارهم. ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب: من الآية 23).

وأنا أستطيع أن أقول: إن هذا الإيمان وحده يؤدي إلى الجنة، بل وإلى أعلى فراديسها، متى قام على الحب في الله، والتآخي في الله، فهو الذي يجمع شمل الأمة، ويحل مشاكلها. ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (التوبة: 71).
بهذين الجناحَين حلَّق الإسلام في سماء العزة والمجد، ولا أكون مغاليًا إذا قلتُ إنه لا يُتصور إيمان بغير محبة، ولا محبة بغير إيمان قال تعالى: ﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)﴾ (آل عمران).

فما كفر المؤمنون كفر جحود، ولكنهم اختلفوا بعد وحدة، وتفرقوا بعد جمع، وهو أمرٌ يتنافى مع الإيمان، وما الإيمان إلا الوحدة والحب، وصدقوني أنه لا يفقد المسلمون شيئًا أكثر مما يفقدون من هذين العنصرين، فالمؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء.

برأيكم أية ناحية من نواحي الخير أعلى وأسمى من تلك الناحية التي اعتز بها الإسلام؟
قال : «إنَّ من عباد الله أُناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى»، قالوا يا رسول الله أخبرنا مَن هم؟ قال: «هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحامٍ بينهم ولا أموالٍ يتعاطونها، فوالله إنَّ وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس» ثم قرأ هذه الآية: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)﴾ (يونس)

* ولنا في الصالحين قدوة
وأقف من هذا الحديث على واقع الحياة التي عاشها المسلمون الأول. «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم». هذا المعنى طفِقت أتلمّسه في حياة هؤلاء الأسلاف، وإنك لتجد فيهم صورًا عدة. أما حياتنا التي نحياها فقلَّما تعثر على تلك الصور، ولعلنا نتسلى بهذا الجمع الذي يجمعكم. خطر ببالي هذا الحديث الشريف أو تصورته لا كما نتصور الكلمات ولكن تصورته ورأيته كأنه يُرسَم أمامي.

قرأت أن رجلًا في إحدى المواقع الحربية أُصيب بالسيف فحضرته المنية، وما تأوَّه ولا صاح، ولكنه خرَّ صريعًا كما تخرُّ الأبطال، ليس هذا الذي أسوق له الحديث، انظر: تقع ضربة السيف على عاتقه، فإذا أخ آخر بجواره يصيح وذاك يصيح، والمضروب لم يَصِح بل يتشجَّع لأنه مؤمن يعلم أن الضربة ستودي به إلى الجنة، ولكن انظر إلى جاره وهو يقول: آه. كأنَّ الضربةَ قد نزلت به: أخي. سبقتني إلى الجنة، هذا المعنى صوَّر لي قول رسول الله : «ترى المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم». لم يتأوَّه المضروب، لكن تأوَّه له أخوه، كأنهما حقيقة واحدة. والذي يزيد هذا المعنى روعةً أنَّ الذي نطق لم ينطق بها تكلفًا بها إحساسًا بألم أخيه.

كذلك يطالعنا تاريخ السلف بما يدلك على أنَّ المجموعةَ كلها كالجسد الواحد، تعمل بعملٍ واحد، وتشعر بشعورٍ واحد، حتى في أحرجِ المواقف.
روي أن سريةً من المسلمين خرجت للغزو، وكان بينها وبين العدو مخاضة، وقف الفريقان لوجه، فقال رئيس السرية: ما وقوفكم من عدوكم وزادهم وماؤهم يرد إليهم دون عناء وبأقل مشقة وما هو الرأي؟
فقال نخوض عليهم هذه المخاضة ونغزوهم في عقر دارهم. ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)﴾ (الأنفال).
فاقتحموا عليهم هذه المخاضة، وأقحموا فيها خيلهم، فإذا بالعدو يرى سريةً مسلولةَ السيوف مفتولة السواعد، ثم يصيح فيهم صائح: «قعبي قعبي، وقع مني في البحر» يقصد قدحًا له من الخشب، فإذا بصوت أمير الجماعة يقول: ابحثوا لأخيكم عن قعبه. فيبحثون عنه، والعدو ينتظرهم، والموت يرفرف على رءوسهم، فلما رأى رئيس الأعداء حالتهم هذه، قال: ما هذا؟
قالوا: إن واحدًا منهم قد ضاع قعبه وهم يبحثون له عنه، فقال هذا الرئيس: إذا كان هذا شأنهم في قعبهم فما بالكم لو قُتلت منهم واحد؟ ‍ يا قوم صالحوهم على ما يريدون. فكان هذا المعنى كافيًا في فشل الأعداء، ونصر المؤمنين وفتح تلك المدينة.

* وعلى درب الصحابة نسير
أيها الإخوة الفضلاء. إنَّ ما تُثيره في نفسي الليلة عاطفة الثلاثاء شعور من نوعٍ جديد، فهو رجوع بالذهن والفكر والقلب معًا إلى بطن الصفا. بدأت نفسي تحس هذا الشعور وبدأت تتجه هذا الاتجاه أول ما وقفت في صلاة المغرب الليلة وتلفَّتُّ إلى الإخوان، تلفَّتُّ من ورائي لأسوي الصفوف، ولأنزل عند هذه السنة.
فما كان رسول الله يُكبِّر للصلاة حتى ينظر خلفه، فإما أن يسوِّي الصفوف أو يأمر رجلًا فيسوِّي الصفوفَ للصلاة. وكان يقول : «سوُّوا صفوفكم، صفُّوا الأقدام والمناكب، ولينوا بأيدي إخوانكم».

وقفتُ ونظرتُ إلى الإخوان، وكانت هذه النظرة هي التي ذهبت بفكري وقلبي إلى بطن الصفا؛ حيث كان يجتمع رسول الله في أول دعوته مع نخبةٍ من مختلف الأعمار والمنازل، (فمنهم الصبي، ومنهم الكهل، ومنهم الشاب، ومنهم الغني، ومنهم الفقير، ومنهم الظاهر، ومنهم المغمور، ومنهم اللقن المثقف، ومنهم الأميّ العاميّ. منهم العبد ومنهم الحر)، وهم جميعًا في عدد الأصابع لا يزيدون عن الآحادِ ولا يصلون المائة.
يجتمع مع هذه النخبة في بطن الصفا. يفيض عليها من روحه الكريم، ويُلقِّنها من كتاب الله العظيم، ويُملي عليها من آياتِ الوحي الإلهي. ويكوِّن منها الأمة الجديرة بالدعوة الجديرة للعام الجديد.

والله يا إخوان، كدتُ أنسى التكبير في الصلاة لأني كدت أُغلَب في تصور هذا الموقف، وفطرت النفس على ما في النفس، وانتهزت فرصة هذه الوقفة بينكم لأنفِّس عن نفسي بعض ما في نفسي، لِمَ لا يكون؟ ‍ من هذا الانعقاد – الصفا – ومن هذه الفئة الخلف لتلك الفئة السالفة؟ ولِمَ لا تلقون الدعوةَ الجديدةَ لتكون منكم الفئة الجديدة، التي يُبنى عليها العالم الجديد.
يقول رسول الله: «لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم». وجاء في بعض الأثر «الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة».

وطالعت في أشخاصكم وفي صدوركم هذه النخبة الكريمة بين يدي رسول الله التي تبدأ بابن التاسعة إلى ابن الأربعين، مجموعة فيها الفقير الذي لا يجد قوت يومه، والغني الذي وسَّع الله عليه في رزقه. التقت هذه المجموعة، ليس بأعظمها جاهًا، ولا بأعزِّها عددًا، ولا بأقواها عدةً. ولكنه رجل منها ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ (الكهف: من الآية 110).
التفتُّ حول هذا النبي الكريم ، فبم كانت تحلم؟ وفيما كانت تفكر؟ وماذا تريد؟ وإلى أي مدى يمتدُّ أمل هذه المجموعة التي تجتمع في خفية، وتتناجى في سرّ؟
ماذا يريد هؤلاء الناس؟ يريدون أن يضعوا في رءوس الناس عقلًا جديدًا، وأن يقيموا على ظهر الأرض دُنيا جديدةً، وأن يرمِّموا من هياكل البشرية بناءً جديدًا.

لذلك أنا مُصرٌّ أيها الإخوان على أن أُناجيَكم دائمًا وأوجهَكم إلى أنه لا نهضةَ بغير حب، ولا حب بغير إيمان، وكلما خطرت بالنفس صورة هذا الاجتماع الكريم أحييتُ بها أملًا كريمًا؛ وذلك لأننا معشر المسلمين لا ينقصنا شيء، تنقصنا العاطفة القوية الدفاقة التي تُؤلِّف بين القلوب، ويتحقق فيها العمل التصويري الذي قصده رسول الله في قوله: «مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر».

————————
انتهى (الجزء الأول) ويتبعه (الجزء الثانى) إن شاء الله تعالى.
(*) نشرت هذه الدراسة على موقع (إخوان أونلاين) بتاريخ 6 مارس 2007م.

اترك تعليقا