
وصية في السلوك الدعوي
- zadussaerinweb@gmail.com
- أكتوبر 24, 2022
- التربية الدعوية
- 0 Comments
من درس وحوار الثلاثاء – د: هبة رءوف عزت
رسالة بليغة موجزة في الدعوة والسلوك الدعوي للدكتور هبة رؤوف عزت؛ تقول فيها:
يابني.. تذكر أن الإبانة تحتاج لأُذن واعية وحال استقبال. إن أنت أبَنت – وقَولك حق – لكنه في غير أوانه فإنك لا تأخذ بيد الناس للحق بل تصدهم عنه، وإن أنت خاطبت مهموم القلب حزين النفس، أو المكلوم، بما لا يناسب حاله فقد صرفته عنك قبل أن تُكمل البلاغ، وإن أنت وقفت في خضم الكر والفر تخطب في الناس وبينهم وبين العدو مرمى حجر فلا تحسب أن هذا رفع راية أو غرس فسيلة، بل هو تفريق للشمل في لحظات المواجهة.

الداعي إلى الله الحريص على شرعه إن لم يتحلى بالحكمة ويغلف كلامه بالإحسان فسيكون فتنة للناس- حتى وإن صدق. وقال حقا. وحسنت نيته.
وبعض الاجتهاد وليد غبار معاركه، فلا تتعجل في الفتيا لأهل الساحات إن كنت أنت من أهل الكتب أو الشاشات.
واعلم أن الغلظة ليست دليلا على الورع، ولا الشدة قرينة الصواب، وأن حسن الأدب ولين القول سبيلك للقلوب والعقول، هذا إن كنت تنتوي الدعوة. أو تلتمس الإصلاح.
واحذر في الخلاف أن تطلق “النيران الصديقة” على صفك. وتترك الرمي على عدوك. فتكون كمن يهدم ركنه ويصوب رصاصته على قَدمه- فراجع فهمك.
وإن حسبت في مشهد أن هناك خللًا في الفهم عند أهل القبلة لشبهة في العقول أو غبش على القلوب فإن الإصلاح لا يكون في الموقف ولا النازلة. بل يحتاج طول نفس وصَبر وحُسنى، واسأل نفسك ما الذي شغلك عن تنبيه الغافل وتعليم الجاهل حتى أثمر ذلك فتور الشريعة في قلوبِ مَن أنت عليهم مُستأمن وبهم رؤوف. ولا تتهم الناس قبل أن تُحاسب نفسك.
يابني.. للبلاغ فنون، وللحكمة مسالك، وللرشد عزائم، وللقلوب مفاتيح.
والهَدي رحمة. والشرع إصلاح. وأصحاب البصائر هم أهل الاعتبار، ثم هم أهلٌ. لتصحيح المسار.
——————————-