تحدث الإمام حسن البنا – رحمه الله – مخاطبًا إخوانه في مؤتمر رؤساء المناطق والشعب بالقطر المصري:
«تأكدوا أن واجبكم أنتم في ذلك كأفراد وهيئة من أثقل الواجبات، وأن تبعتكم من أعظم التبعات، وأنكم في ذلك تُطَالَبُونَ بأكثر مما يُطَالَبُ به الناس، وتحملون منه أكثر مما يحملون، فقد أراد الله لكم
– أن تستيقظوا حين كان يغط غيركم في نومه.
– وأن تؤمنوا حين كان يهيم سواكم في شكه.
– وأن تأملوا حين تغشت الناس سحابة اليأس.
– وأن تتجمعوا وقد تشققت العصا واختلف أمر الهيئات والأحزاب.
– وأن يلتف الناس حولكم، وتنتهى الثقة إليكم، ويحف الأمل بكم حين فقد الناس أملهم وثقتهم، وكاد كل واحد يشك حتى في نفسه.
– ويظهر الله أمركم فلم يقف عند حدود مصر والسودان، بل جاوزها إلى غيرها من الأقطار والبلدان.
ويشاء الله بعد هذا أن تمر بكم عواصف هذه الحرب الضروس (ست سنوات كاملة)، فتُمزق من غيركم في الداخل والخارج ما شاء الله لها أن تُمزق، ولكنها تمر بكم أنتم مرًا رفيقا يُقوي ولا يُضعف، ويُثبت ولا يُزعزع، ويُنبه ولا يُوهن، ويزيدكم بنصر الله إيمانا وبرعايته ثقة، لأنكم بكلمته تنطقون، ولدعوته تعملون، فأنتم لذلك على عينه تصنعون ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّك فَإِنَّك بِأَعْيُنِنَا﴾ الطور 48، ومن هنا كان واجبكم أكبر الواجبات، وكانت تبعتكم أثقل التبعات».
—————————- المصدر: من كلمة الأستاذ حسن البنا فى مؤتمر رؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد على مستوى القطر المصري، القاهرة، 2 شوال 1364هـ – 8 سبتمبر 1945م .