أصول تقوم عليها الدعوة

أصول تقوم عليها الدعوةبقلم: د. محمد حامد عليوة

وقفت أمام طرح جزيل للإمام حسن البنا -رحمه الله-، حول بعض الأصول والدعائم التي تقوم عليها دعوة الحق، حيث يركز الإمام البنا على ثلاثة أصول هي: (معرفة الله – وصلاح النفس – ومحبة الخلق). وهي أصول تلخص المحاور الثلاثة لعلاقات الفرد (محور العلاقة بربه – محور العلاقة بنفسه – محور العلاقة بالناس).

وهذه المحاور الثلاثة هي التي حددها -وبنفس الترتيب- حديث رسول الله ، والذى جاء فيه: عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ ، قَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ» رواهُ التِّرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.

(فتقوى الله) تركز على محور علاقة العبد بربه، (وأتبع السيئة الحسنة تمحها)، تشير إلى دور الفرد تجاه نفسه، (وخالق الناس بخلق حسن)، تدل على محور علاقة الفرد بغيره من الناس كل الناس.

وبعد أن عرض الإمام البنا هذه الأصول والدعائم، حدد لكل منها مؤشر ودليل عليها، وطريق يؤدي إليها، ففي (معرفة الله) قال: (إنما تكون بالتذكر والمراقبة)، وفي (صلاح النفس) قال: (بالطاعة والمجاهدة)، وفي (محبة الخلق) قال: (بالنصيحة والإيثار)

وقد اختتم الإمام البنا طرحه الطيب النافع ببعض الوصايا العملية التى تعين الفرد، في الحفاظ على هذه الدعائم والأصول. وهي وصايا ربانية من يحرص عليها ويعيشها بقلبه ووجدانه كله؛ تتغير حالته إلى الآحسن، سواء في علاقته بربه، أو فى إصلاحه لنفسه، أو بحسن علاقته بالناس من حوله.

رحم الله الإمام الشهيد حسن البنا على ما أجاد به علينا وأفاض. وإليكم نص توجيه الإمام -رحمه الله- كما ورد في مقاله المنشور عام (1361هـ – 1942م):

«أيها الإخوان: دعوتكم هذه تقوم على أصول ثلاث : معرفة الله، وصلاح النفس، ومحبة الخلق، والمعرفة إنما تكون بالتذكر والمراقبة، وصلاح النفس بالطاعة والمجاهدة، ومحبة الخلق بالنصيحة والإيثار، وأن أول ما أطالبكم به عملياً، وأحاسبكم عليه باسم الفكرة:

1- أن يجعل كل منكم لنفسه حصة من القرآن الكريم يقرؤها، وآية على الأقل يحفظها يوميا.

2- وأن تحرصوا على جلسة المحاسبة قبل النوم، يستعرض كل منكم فيها عمله اليومي بينه وبين نفسه، فإن وجد خيرا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فليعزم على تدارك ما فات.

3- وأن تحرصوا على هذه الصلوات الخمس فى أوقاتها، وأن تحسنوا أداءها، وتفقهوا أحكامها، وتتموا ركوعها وسجودها وخشوعها ، وتجيدوا وتتدبروا ما تقرؤون من كتاب الله فيها، ولا تقصروا فى النوافل الرواتب، وأن تتحروا المسجد والجماعة ما استطعتم، وأن تحرصوا ما أمكنكم على صلاة الصبح فى وقتها، (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا). الإسراء : 78 ». (1)

————-———
(1) المصدر: توجيهات للإمام حسن البنا، نُشرت فى جريدة (الإخوان المسلمون)، بتاريخ 12 ذو القعدة 1361هـ، الموافق 21 نوفمبر 1942م.

اترك تعليقا