
إدراك النجاح ليس مهمتنا
- zadussaerinweb@gmail.com
- سبتمبر 23, 2021
- التربية الدعوية
- 0 Comments
إدراك النجاح ليس مهمتنا
(علي المرء أن يسعي وليس عليه إدراك النجاح)، هذه واحدة من قواعد السلوك الانساني بشكل عام، كما هي واحدة من قواعد الإصلاح والتغيير على المستوى الفردي أو الجماعي، وهي كذلك من معالم فقه الدعوة إلى الله عز وجل.
وليس المقصود هنا عدم تمني النجاح أو الحرص على جني ثمار العمل والحصول على النتائج، ولكن المقصود منها أن على المرء أن يحسن الإعداد ويبذل الجهد ويسعي للإصلاح ويعمل لتحقيق النجاح، ولكن إدراكه للنتائج ليست مهمته. ولذلك جعل الله الحساب على الأعمال وكيفيتها ومدى الإخلاص فيها لا على نتائجها وما حققته من مكاسب. (فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ).

فمثلاً في مجال الدعوة إلى الله يقول الله تعالي لرسوله ﷺ: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ﴾ (الغاشية: 21-22). ويقول تعالي: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ (الشوري: من الآية48). ويقول تعالي: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ (البقرة: 272). فالمطلوب من المسلم هو السعي والعمل والدعوة والحركة والنشاط أما النتائج فليست إليه. ولذلك قسم ابن القيم الهداية إلي قسمين: «هداية البلاغ وهى مهمة الأنبياء وأتباعهم، وهداية التوفيق وهي لله وحده». (مدارج السالكين، بتصرف).
ويتعرض الإمام حسن البنا – رحمه الله – في رسالة المؤتمر الخامس لهذا المعنى المهم في فقه الدعوة إلى الله فيقول: «أيها الإخوان المسلمون: إنكم تبتغون وجه الله وتحصيل مثوبته ورضوانه، وذلك مكفول لكم ما دمتم مخلصين، ولم يكلفكم الله نتائج الأعمال ولكن كلفكم صدق التوجه وحسن الاستعداد، ونحن بعد ذلك إما مخطئون فلنا أجر العاملين المجتهدين، وإما مصيبون فلنا أجر الفائزين المصيبين.
علي أن التجارب في الماضي والحاضر قد أثبتت أنه لا خير إلا طريقكم، ولا إنتاج إلا مع خطتكم، ولا صواب إلا فيما تعملون، فلا تغامروا بجهودكم ولا تقامروا بشعار نجاحكم. واعملوا والله معكم ولن يتركم أعمالكم والفوز للعاملين ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (البقرة: 143)».