
إن أكثر الصواب في خلاف الهوى
- zadussaerinweb@gmail.com
- يناير 16, 2024
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
إن أكثر الصواب في خلاف الهوى
أورد ابن المقفع – رحمه الله – في كتابه القيم (الأدب الصغير والأدب الكبير):
«إذا بدهك أمران لا تدري أيهما أصوب، فانظر أيهما أقرب إلى هواك، فخالفه، فإن أكثر الصواب في خلاف الهوى».

ولقد أورد العلامة بن القيم الجوزية – رحمه الله – مجموعة من المعاني تتصل بهذا الأمر المهم، منها:
1- أن التعصب واتباع الهوى من يصدان عن الحق:
«التعصب واتباع الهوى يصدَّان عن الحق، ويحرمان الأجر، ويبعدان عن الله ورسوله، ويوجبان مقته، ويخرجان صاحبهما عن درجة الوراثة النبوية، ويدخلانه في أهل الأهواء والعصبية». [كتاب: رفع اليدين في الصلاة]
2- أن اتباع الهوى يطمس نور العقل ويعمي بصيرة القلب:
«اتباع الهوى يطمس نور العقل، ويُعمي بصيرة القلب، ويصدُّ عن اتباع الحق، ويضل عن الطريق المستقيم، فلا تحصل بصيرة العبرة معه البتة، والعبد إذا اتبع هواه فسد رأيه ونظره، فأرته نفسُه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن، فالتبس عليه الحق بالباطل، فأنَّى له الانتفاع بالتذكُّر أو بالتفكُّر أو بالعظة؟». [كتاب: مدارج السالكين في منازل السائرين]
3- أن اتباع الهوى فيه تلف النفس وعطبها:
«النفس في الأصل خُلقت جاهلة ظالمة، فهي لجهلها تظن شفاءها في اتباع هواها، وإنما فيه تلفها وعطبها، ولظلمها لا تقبل من الطبيب الناصح، بل تضع الداء موضع الدواء فتعتمده، وتضع الدواء موضع الداء فتجتنبه، فيتولد من بين إيثارها للداء واجتنابها للدواء أنواعٌ من الأسقام والعلل التي تُعيي الأطباء، ويتعذر معها الشفاء». [كتاب: زاد المعاد في هدي خير العباد]