
الشيخ الندوي متحدثا عن الإمام حسن البنا
- zadussaerinweb@gmail.com
- يوليو 18, 2021
- المربي القدوة
- 0 Comments
الشيخ الندوي متحدثا عن الإمام حسن البنا
مبادئ تتحدد من خلالها مسيرة حياتنا وهدفها وخطها الذي يسير عليه الواحد منا (الله غايتنا – الرسول قدوتنا – القرآن دستورنا – الجهاد سبيلنا – الموت في سبيل الله أسمى أمانينا).
هذه المبادئ التي نادى بها إمامنا الشهيد المؤسس حسن البنا، وعاشها واقعا في نفسه، قبل أن يعلمها غيره، فاستحق ما وصفه به العالم الإسلامي الكبير أبو الحسن الندوى – رحمه الله – في هذا المقام فيقول:
«إن كل من عرف ذلك عن كثب لا عن كتب، وعاش متصلًا به عرف فضل هذه الشخصية التي قفزت إلى الوجود، وفاجأت مصر ثم العالم العربي والإسلامي كله بدعوتها وتربيتها وجهادها وقوتها الفذة التي جمع الله فيها مواهب وطاقات قد تبدو متناقضة في عين كثير من علماء النفس والأخلاق، ومن المؤرخين والناقدين، هي العقل الهائل النير، والفهم المشرق الواسع، والعاطفة القوية الجياشة، والقلب المبارك الفياض، والروح المشبوبة النضرة، واللسان الذرب البليغ، والزهد والقناعة -دون عنت- في الحياة الفردية، والحرص وبعد الهمة- دونما كلل- في سبيل نشر الدعوة والمبدأ، والنفس الولوعة الطموح، والهمة السامقة الوثابة، والنظر النافذ البعيد، والإباء والغيرة على الدعوة والتواضع في كل ما يخص النفس، تواضعًا يكاد يجمع على الشهادة عارفوه حتى لكأنه-كما حدثنا كثير منهم- مثل رفيف الضياء: لا ثقل ولا ظل ولا غشاوة.
وقد تعاونت هذه الصفات والمواهب في تكوين قيادة دينية اجتماعية، لم يعرف العالم العربي وما وراءه قيادة دينية سياسية أقوى وأعمق تأثيرًا وأكثر إنتاجًا منها منذ قرون، وفي تكوين حركة إسلامية يندر أن تجد – في دنيا العرب خاصة – حركة أوسع نطاقًا وأعظم نشاطًا وأكبر نفوذًا وأعظم تغلغلا في أحشاء المجتمع وأكثر استحواذًا على النفوس منها.
وقد تجلت عبقرية الداعي مع كثرة جوانب هذه العبقرية ومجالاتها في ناحيتين خاصتين لا يشاركه فيهما إلا القليل النادر من الدعاة والمربين والزعماء والمصلحين:
أولاهما: شغفه بدعوته وإيمانه واقتناعه بها وتفانيه فيها وانقطاعه إليها بجميع مواهبه وطاقاته ورسائله، وذلك هوالشرط الأساسي والسمة الرئيسية للدعاة والقادة الذين يجرى الله على أيديهم الخير الكثير.
والناحية الثانية: تأثيره العميق في نفوس أصحابه وتلاميذه ونجاحه المدهش في التربية والإنتاج، فقد كان منشئ جيل، ومربى شعب، وصاحب مدرسة علمية فكرية خلقية، وقد اثر في ميول من اتصل به من المتعلمين والعاملين، وفي أذواقهم وفي مناهج تفكيرهم وأساليب بيانهم ولغتهم وخطاباتهم تأثيرًا بقى على مر السنين والأحداث، ولا يزال شعارًا وسمة يعرفون بها على اختلاف المكان والزمان».
فهذه هي شخصية إمامنا باعث المبادئ الخمسة في زماننا. واليوم أحببت أن نعيشها معا ندرسها ونلم بكافة جوانب معانيها ومتطلباتها، لعلنا نكسب الأجر أولا ونطبق مطلب الفهم ثانيا فنسير في دعوتنا على بينة من أمرنا ورشد فنستحق وبحق أن نكون نحن الدعاة.
———————