
خفقات قلب ينبض بحب الدعوة – د. محمد حامد عليوة
- zadussaerinweb@gmail.com
- سبتمبر 10, 2023
- التربية الدعوية
- 1تعليق
خفقات قلب ينبض بحب الدعوة – د. محمد حامد عليوة
أخي الحبيب: احرص- رعاك الله- أن تكون في زمن الفتن والخلاف والمحن:
– مُجمعاً لإخوانك لا مُفرقاً لهم ولو بشطر كلمة.
– مفتاحاً للخير والبر مغلاقاً لأبواب القطيعة والشر.
– مقرباً للبعيد وهادياً للشريد؛ وساتراً للعيوب ومؤلفاً للقلوب.
يا أخي ورفيق دربي: بئس الجهود التي تمزق الصفوف، وبئس الطاقات التي تفرق الجماعات.
– وانتبه لأقوالك ولا تخض مع الخائضين.
– واحفظ الودّ ولو كان لحظة، فحفظ الودّ من شيم الأوفياء.
– وكنّ مشعل ضوء في طريق دعوتك، وسراج نور يجتمع عليه إخوانك، ولا تكون مصدراً للشقاق والفراق وأو سببا في نقض العهود وبعثرة الجهود.
– وكنّ وقت الخلاف والفتن منصفاً ولو على نفسك، متجرداً من هواك من أجل دعوتك، ولا تُحمّل دعوتك تصفية حسابات قديمة أو نتائج خلافات شخصية عقيمة.

يا أخي وحبيب قلبي: كنّ الحل ولا تكن المشكلة، واحرص على سد الثغور وتسوية الصفوف، ولا تجعل دعوتك وإخوانك يُؤتون من قِبلك.
أيها الحبيب: لا تهدم جسوراً مُدت، ولا تنس لحظات ودٍ مضت، وتذكر قول الإمام الشافعيّ – رضي الله عنه – ليُونس بن عبد الأعلى، حين نصحه يومًا فقال له: «يا يُونس، لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات، فأحيانًا (كسب القُلوب) أولى من (كسب المواقف). يا يُونس، لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها، فربما تحتاجها للعودة يومًا ما.»
وختاماً: ستنتهي أعمارنا وتزول ألقابنا ولن يبقى إلا آثار جهودنا؛ إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

نصيحة من القلب إلى رفاق الدرب
نعم .. إنها الحقيقة يا أخي: الأعمار ستنتهي، والآجال ستنقضي، والألقاب ستختفي، ولن يبقى لنا إلا أعمالنا وآثارنا، فكن في زمن الخلاف مُجمعًا لا مفرقًا ومُوحدًا لا مُقسمًاً، وإن لم تسهم في بناء الصف وتقوية لُحمته؛ فلا تكن سببًا – ولو بشطر بكلمة – في تفريق الصفوف وتمزيق الجهود.
واحذر أخي – رعاك الله – أن تذهب إلى ربك وأنت تحمل أوزار فِعالك نحو إخوانك، من انتقاص وغبن، أو تشهير وسوء ظن، أو غيبة وخذلان، واحذر تتبع العورات، والتمادي في ذكر المساوئ والزلات.

zadussaerin
خفقات قلب ينبض بحب الدعوة