
خواطر ومعان حول قضية النصر
- zadussaerinweb@gmail.com
- يناير 19, 2024
- التربية الدعوية
- 0 Comments
خواطر ومعان حول قضية النصر – د. محمد عبد الرحمن المرسي
يسأل البعض متى نصر الله؟
قل إن نصر الله قريب، يقدره الله عز وجل في الوقت والكيفية التي يشاء.
دورنا وواجبنا هو الثبات والتوكل على الله.
فهل كان أحد الصحابة يتخيل في غزوة الأحزاب أن يتم النصر بالريح والرعب في قلوب الكفار؟، وهل كان أحد منهم يتخيل أن خروجهم لملاقاة العير في غزوة بدر سينتهي بهذا النصر المبين رغم عدم استعدادهم؟.
فاليقين الذي لا يفارق قلوب المؤمنين أن الله سيهلك الظالمين، وإن لم يعلموا متى ولا كيف يفعل ذلك، بل وليس لهم أن يقترحوا على الله موعدًا ولا كيفية فهو العليم الحكيم.
جرت سنة الله أن يكون الأخذ للظالمين من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون، بل ربما أهلكهم من حيث يظنون النجاة (كما حدث مع قوم شعيب).
وهزيمة بنى النضير آية من آيات الله، فقد أخزاهم الله، بعد أن حسبوا كل شيء وأخذوا بجميع الأسباب المادية، حتى اعتقدوا أنه لا أحد يستطيع أن يخرجهم من حصونهم لمتانتها وقوتها، فأخرجهم الله من غير أن يكلف المسلمين اصطدامًا مسلحًا ولا قتالًا ضاريًا. (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)) (سورة الحشر)
كما أن أشد أوقات المحنة وأثقلها وطأة على نفوس المؤمنيين، هي التي تسبق النصر للمؤمنيين والإهلاك للظالمين.
وها هو دعاء الرسول ﷺ يوم بدر لنعلم منه ضخامة الشدة التي كان فيها المسلمون: «اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض».
وقد تكون النهاية في غاية القُرب، وظواهر الأُمور على عكسها تمامًا.
وهذا ما نراه في هلاك فرعون وجنوده.
وأنه بعد الشدة والزلزلة يكون نصرٌ عظيم.
