خَفَقَات قلب في ظلال الأخوة الصادقة – د. محمد حامد عليوة

خَفَقَات قلب في ظلال الأخوة الصادقة – د. محمد حامد عليوة

أخى الحبيب: احرص -رعاك الله- أن تكون في زمن الفتن والأزمات:
– مُجمعًا لإخوانك لا مُفرقًاً لهم ولو بشطر كلمة.
– مفتاحًا للخير والبرّ مغلاقًا لأبواب القطيعة والشرّ.
– مُقربًا للبعيد وهاديًا للشريد؛ ساترًا للعيوب مؤلفًا للقلوب.

يا اخي ورفيق دربي: بئس الجهود التي تُضيع العهود، وبئس الطاقات التي تُفرق الجماعات.
– انتبه لأقوالك ولا تخض مع الخائضين.
– احفظ الود ولو كان لحظة، فحفظ الود من شيم الأوفياء.
– كن مشعل ضوء في طريق دعوتك، وسراج نور يجتمع عليه إخوانك، ولا تكن مصدرًا وسببًا يُسهم في الشقاق والفراق وبعثرة الجهود.
– كن وقت الخلاف والازمات منصفًا ولو على نفسك، متجردًا من هواك من أجل دعوتك، ولا تُحمل دعوتك نتائج خلافات شخصية سابقة.

يا أخي وحبيب قلبي: كن الحل ولا تكن المشكلة.
– احرص على سدّ الثغور وتسوية الصفوف، ولا تجعل دعوتك وإخوانك يُؤْتَون من قِبلك.

يا أخي الحبيب: أدعوك أن تحرص كل الحرص على ما يلي:
– أن تلزم غرسك وتؤدي دورك ولو بنصف قوتك أو ربعها، خير لك ألف مرة من أن تصرف جل طاقتك في تبديد الجهود وتفريق الصفوف.
– أن تحافظ على ود لحظة ولو أوذيت في نفسك ودعوتك، خير لك من أن تخوض في نوايا إخوانك ويتغير قلبك نحو أحبابك.
– أن تنجلي أمامك الحقائق وتضح رؤيتك مؤخرًا خير لك من أن تظل مترددًا في السير مضطربًا في الحركة.
– أن أهل السبق والفضل تاج فوق رؤسنا، وهم من ربانا القرآن أن ندعو لهم (رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلْإِيمَٰنِ)، فلا يجب أن يرون منا إلا كل بر ومعروف، وتقدير وإحسان، ودعاء وحسن اقتداء.

يا أخي ويا حبيب قلبي: هل خبت في النفوس مشاعرنا؟ وضعفت بين القلوب أخوتنا؟ وترهلت بين الأرواح روابطنا؟
لا يا أخي وألف لا.. فنحن كما عاهدنا الله تعالى، وكما نُربي أنفسنا، وكما يعرف الناس عنّا
(زُمرة القلب الواحد) و (كتلة المشاعر المتحركة).
أليست الأخوة ركيزة من ركائز دعوتنا؟ وسر من أسرار قوتنا؟
فلنحرص عليها أيها الأحبة ولا سيما في هذه الأوقات العصيبة، ونأخذ بأسباب تقويتها، ولا نترك فراغًا بيننا يتخلل منه الشيطان إلى نفوسنا وصفوفنا.

يا أخي ويا رفيق دربي: إن الذي بيننا كبير يتجاوز كل خلاف، فلا تخض مع الخائضين، ولنتذكر دائمًا أن الأخوة من لوازم الإيمان (إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ). ولا ننس قول الإمام البنا: (أخوتكم سر قوتكم).

وختامًا: ستنتهي أعمارنا وتزول ألقابنا ولكن ستبقى آثار جهودنا إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.
نعم.. الأعمار ستنتهي، والآجال ستنقضي، والألقاب ستختفي، ولن يبقى لنا إلا أعمالنا وآثارنا، فكن مُجمعًا لا مفرقًا ومُوحدًا لا مُقسمًاً، وإن لم تسهم في بناء الصف وتقوية لُحمته؛ فلا تكن سببًا – ولو بكلمة – في إضعاف النفوس وتفريق الصفوف وتشتيت الجهود.
واحذر أخي – رعاك الله – أن تذهب إلى ربك وأنت تحمل أوزار فعالك نحو إخوانك، من انتقاص وغبن، أو تشهير وسوء ظن. واحذر الغيبة وتتبع العورات، والتمادي في ذكر المساوئ والزلات.

——————————

اترك تعليقا