دعوني فإن الله سيمنعني

دعوني فإن الله سيمنعني – مع زاد السائرين

«جاهدوهم بألسنتكم، وأسمعوهم ما يكرهون»، حول هذا المعني نستعرض هذا الموقف العظيم في مقارعة الباطل وإسماعهم ما يكرهون من الحق.

قال عروة بن الزبير فيما رواه ابن إسحاق عنه:
(أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله ﷺ بمكة عبد الله بن مسعود (رضى الله عنه)؛ اجتمع يومًا أصحابُ رسول الله ﷺ فقالوا: والله ما سمعت قريش القرآن يُجهر لها به قط، فمَنْ رجل يسمعهموه؟
فقال عبد الله بن مسعود: أنا.
قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلًا له عشيرة يمنعونه من القوم إذا أرادوه.
قال: دعوني فإن الله سيمنعني.
فغدا «ابن مسعود» حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم:
(الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ) [الرحمن: 1، 2]، ثم استقبلها يقرؤها، وتأملوه يقولون: ماذا قال ابن أم عبد؟ ثم قالوا: إنه يتلو بعض ما جاء به محمد.

فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ ما شاء الله أن يبلغ.
ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا بوجهه، فقالوا: هذا الذى خشيناه عليك.
قال: ما كان أعداء الله تعالى أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا، قالوا: لا، حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون).
[المصدر: سبيل الهدى والرشاد: 468، 469]

اترك تعليقا