مقومات البناء في صرح الدعوة – بقلم: الدكتور محمد حامد عليوة
أتصور أن بناء الدعوة يرتكز على مقومات كلية أساسية، يقوم عليها ويستمد منها ماهيته وتفاعلاته وعلاقاته، وهي التي حفظته – بعد حفظ الله – متماسكًا فاعلًا إلى اليوم وهذه المقومات هي: 1 – مقوم البناء التكويني. 2 – مقوم البناء التنظيمي. 3 – مقوم البناء الحركي/ الدعوي.
ولا بدّ من هذه المقومات مجتمعة، دون تفريق أو تجزيء، والمقوم الثالث ثمرة الأول والثاني، ومُتمم لهما، ودليل عليهما. وأي خلل في هذه المقومات أو قصور فيها؛ هو إضعاف لبناء الدعوة، وإخلال بتوازنه واستقراره، وتأثير خطير في أداء رسالته والقيام بوظيفته وتحقيق فاعليته.
ويدور المقوّم الأول (التكويني) حول عملية البناء التربوي بأبعاده العقدية والعبادية والأخلاقية والنفسية، وهذا المقوم على قدر كبير من الأهمية في بناء الدعوة، فبقدر العناية به تكون مواصفات أبناء الدعوة الربانيين الفاعلين المؤثرين بدعوتهم، فهم عُدة الدعوة وعتادها ورأس مالها الحقيقي.
أما المقوم الثاني (التنظيمي) فيدور حول الأبعاد التنظيمية وقوة الروابط والعلاقات بين مكونات الدعوة أفراداً ومؤسسات وهياكل، وبقدر الاهتمام بهذا المقوم تكون وحدة الصف الدعوة وقوة تماسكه، وهو ما يسهم في الحركة الصحيحة والفعل المؤثر.
أما المقوم الثالث والأخير، (الحركي/ الدعوي) فيدور حول درجة الفعل والأثر نتيجة الحركة بالدعوة في محاورها العامة والخاصة أو في مساراتها الثلاثة (التعريفي أو التكويني أو التنفيذي)، وهذا المقوم هو ثمرة ما سبق من مقومات تربوية وتنظيمية.