
روحانيّة وربّ الكعبة
- zadussaerinweb@gmail.com
- نوفمبر 29, 2021
- التربية الدعوية
- 0 Comments
روحانيّة وربّ الكعبة
قال الإمام العلاّمة الربّاني ابن القيّم – رحمه الله:
«اجتمع سفيان الثوري ووهيب بن الورد ويوسف بن أسباط
فقال الثوري: قد كنت أكره موت الفجأة قبل اليوم، وأما اليوم فوددت أني ميت.
فقال يوسف: ولِمٙ؟ فقال سفيان: لِما أتخوف من الفتن.
فقال يوسف: لكني لا أكره طول البقاء، لعلي أصادف يومًا أتوب فيه وأعمل صالحًا.
فقيل لوهيب: أي شيء تقول أنت؟
فقال: أنا لا أختار شيئًا، أحبّ ذلك إليّ أحبّه إلى اللّه.
فقبّل الثوري بين عينيه وقال: روحانيّة وربّ الكعبة.
فالراضي: هو الذي يعد نعم اللّه عليه فيما يكرهه، أكثر وأعظم من نعمه عليه فيما يحبه كما قال بعض العارفين: يا ابن آدم نعمة اللّه عليك فيما تكره أعظم من نعمته عليك فيما تحب، وقد قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة: 216)، وقد قال بعض العارفين: ارض عن اللّه في جميع ما يفعله بك، فإنه ما منعك إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا أمرضك إلا ليشفيك، ولا أماتك إلا ليحييك، فإياك أن تفارق الرّضى عنه طرفة عين فتسقط من عينه.» (مدارج السالكين 1/ 567- 569).