
عوّضه الله خيرًا منه
- zadussaerinweb@gmail.com
- سبتمبر 20, 2022
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
عوّضه الله خيرًا منه – (مع زاد السائرين)
قال العلامة السعدي – رحمه الله: «فمن ترك شيئًا لله؛ عوّضه الله خيرًا منه، ومن غضّ بصره عن المُحرم؛ أنار الله بصيرته.»
فقد جرت سنة الله تعالى في خلقه أن من آثر الألم العاجل على الوصال الحرام أعقبه ذلك في الدنيا المسرّة التامة، وإن هلك فالفوز العظيم، والله تعالى لا يضيع ما تحمّل عبده لأجله. وكل من خرج عن شيء منه لله حفظه الله عليه أو أعاضه الله ما هو أجلُّ منه، كما ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله وأختار السجن على الفاحشة فعوّضه الله أن مكّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال فتزوجها فلما دخل بها قال: هذا خيرٌ مما كنت تريدين.

فتأمل كيف جزاه الله سبحانه وتعالى على ضيق السجن أن مكنه في الأرض ينزل منها حيث يشاء، وأذل له العزيز وامرأته، وأقرّت المرأة والنسوة ببراءته، وهذه سُنّته تعالى في عباده قديمًا وحديثًا إلى يوم القيامة.
وعن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: «ما من عبد ترك شيئًا لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه.» رواه وكيع في الزهد (2/635) وهناد رقم (851) وأبو نعيم في الحلية (1/253) وإسناده لا بأس به. ويشهد له حديث الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعًا: «ما ترك عبد شيئًا لله لا يتركه إلا له عوض الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه.» أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/196).
وعن أبي قتادة وأبي الدهماء وكانا يكثران السفر نحو البيت قالا: «أتينا على رجل من أهل البادية فقال لنا البدوي: أخذ بيدي رسول الله ﷺ فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل وقال: «إنك لا تدع شيئًا إتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيرًا منه». رواه أحمد (5/363) وإسناده صحيح ورواه البيهقي (5/335) ووكيع في الزهد والقضاعي في مسنده.
وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: «من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخير من أي حلل الإيمان شاء يلبسها».
وعنه عن أبيه قال: «من ترك شهوة وهو يقدر عليه تواضعًا لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق».
وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله ﷺ: «النظرة إلى المرأة سهم من سهام إبليس مسْمومٌ من تَركَه خَوْف الله أثابه الله إيمانًا يجد به حلاوته في قلبه». رواه أحمد في مسنده(3) وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «نظر الرجل في محاسن المرأة سَهْمٌ من سهام إبليس مسموم فمن أعرض عن ذلك السّهم أعقبه الله عبادة تَسُرُّه». رواه عمر بن شبّة.
——————————–