في هلاك الطغاة والتمكين للمستضعفين – بقلم: الإمام حسن البنا
كتب الإمام البنا فى رسالة (دعوتنا)، تحت عنوان: (أمل وشعور)، بعد أن شخص الداء العضال الذى جثم على صدر الأمة الإسلامية قرونا عدة، فقال ما يلي:
«وأحب أن تعلم يا أخى: .. أننا لسنا يائسين من أنفسنا، وأنا نؤمل خيراً كثيراً، ونعتقد أنه لايحول بيننا وبين النجاح إلا هذا اليأس، فإذا قوي الأمل فى نفوسنا فسنصل إلى خير كثير – إن شاء الله -، لهذا نحن لسنا يائسين، ولا يتطرق اليأس إلى قلوبنا والحمد لله. وكل ما حولنا يبشر بالأمل رغم تشاؤم المتشائمين».
واستكمل الإمام البنا حديثه فقال: «لهذا لسنا يائسين أبداً، وآيات الله – تبارك وتعالى – وأحاديث رسوله ﷺ وسنته فى تربية الأمم وإنهاض الشعوب بعد أن تُشرف على الفناء، وما قصه علينا من ذلك فى كتابه، كل ذلك يُنادينا بالأمل الواسع، ويُرشدنا إلى طريق النهوض الصحيح، ولقد علم المسلمون – لو تعلمون.
تقرأ هذه الآية الكريمة فترى كيف يطغى الباطل في صولته ويعتز بقوته، ويطمئن إلى جبروته، ويغفل عن عين الحق التي ترقبه، حتى إذا فرح بما أوتي أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، وأبت إرادة الله إلا أن تنتصر للمظلومين، وتأخذ بناصر المهضومين المستضعفين، فإذا الباطل منهار من أساسه، وإذا الحق قائم البنيان متين الأركان، وإذا أهله هم الغالبون، وليس بعد هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات الكتاب المُحكم عذر فى اليأس والقنوط لأمة من أمم الإسلام تُؤمن بالله ورسوله وكتابه، فمتى يتفقه المسلمون فى كتاب الله؟.
لمثل هذا يا أخى – وهو كثير فى دين الله – لم ييأس الإخوان المسلمون من أن ينزل نصر الله على هذه الأمم رغم ما يبدو أمامها من عقابيل (*)». (1)
———————- (*) عقابيل : الشدائد من الأمور، كما ورد فى (لسان العرب) (1) المصدر: رسالة (دعوتنا) للإمام حسن البنا، 20 محرم 1354هـ/ 23 أبريل 1935م.