قبائح الشخصية النفاقية

«قبائح الشخصية النفاقية» – للإمام العلامة ابن عاشور‏

رصد ابن عاشور (ت: 1393) «قبائح الشخصية النفاقية» في مطلع (سورة البقرة) بطريقة بديعة، حيث يقول:

«وإذا علمت أن قوله: (من النَّاس) مؤذِن بأن المتَحَدَث عنهم ستُساق في شأنهم قصة مذمومة، وحالة شنيعة، إذ لا يُستَر ذكرهم إلا لأن حالهم من الشناعة بحيث يستحيي المتكلم أن يصرح بموصوفها، وفي ذلك من تحقير شأن النفاق ومذمته أمر كبير، فوردت في شأنهم ثلاث عشرة آية نعى عليهم فيها خبثهم، ومكرهم، وسوء عواقبهم، وسفه أحلامهم، وجهالتهم، وأردف ذلك بشتم واستهزاء وتمثيل حالهم في أشنع الصور وهم أحرياء بذلك فإن الخطة التي تدربوا فيها تجمع مذام كثيرة.

وقد أشار:
‏◾️ قوله تعالى:
(وما هم بمؤمنين) إلى الكذب.
‏◾️ وقوله:
(يخادعون) إلى المكيدة والجبن.
‏◾️ وقوله:
(وما يخادعون إلا أنفسهم) إلى أفن الرأي.
‏◾️ وقوله:
(وما يشعرون) إلى البله.
‏◾️ وقوله:
(في قلوبهم مرض) إلى سوء السلوك.
‏◾️ وقوله:
(فزادهم الله مرضا) إلى دوام ذلك وتزايده مع الزمان.
‏◾️ وقوله:
(قالوا إنما نحن مصلحون) إلى إضاعة العمر في غير المقصود.
‏◾️ وقوله:
(قالوا إنا معكم) «مؤكدا بإنَّ» إلى قلة ثقة أصحابهم فيهم.
‏◾️ وقوله:
(فما ربحت تجارتهم) إلى أنَّ أمرهم لم يحظ بالقبول عند أصحابهم.
‏◾️ وقوله:
(صم بكم عمى فهم لا يعقلون) إلى اضمحلال الفضيلة منهم».‏

المصدر: «التحرير والتنوير»، (1/260)

اترك تعليقا