
كلنا في ظلال المحنة ذلك الرجل
- zadussaerinweb@gmail.com
- أبريل 10, 2021
- التربية الدعوية
- 0 Comments
كلنا في ظلال المحنة ذلك الرجل – بقلم: د. محمد حامد عليوة
يا أحبة القلب: كلنا في ظلال المِحنة ذلك الرجل، إما شهيد أو طريد أو جريح أو سجين، وإما حر مرابط على ثغر وقابض على الجمر، وكلها في الحق بإذن الله.
والأولى بِنَا في هذا الظرف الشديد؛ أن نتعافى ونتجاوز آثار المِحنة لنستكمل المسير إلى الله (بالتزام الطريق – وتضميد الجراح – وتطييب النفوس – والانشغال بالعمل – وحسن الاستعداد – والحرص كل الحرص على وحدة القلوب واستواء الصفوف – وتقدير أهل الفضل في السبق والصدق)، ولا نترك لشياطين الانس والجن ثغرة ليفرقوا بها بين صفوفنا، ونتعالى فوق جراحنا، إلى أن يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق، كما فعل رسولنا وصحابته الأكارم بعد مُصاب يوم أُحد، يوم أن سالت الدماء و ارتقى كثير من الشهداء، في هذا اليوم العصيب ضرب الصحابة أروع الأمثلة في الفداء وتلبية النداء، حيث كان الصحابي الأكثر جرحًا يتكئ على أخيه الأقل جرحًا تلبية وتنفيذاً لأمر الرسول القائد إلى حمراء الأسد، دون تلاوم أو تلاسن، فكان النصر والفتح.

والقرآن يربينا على هذه المعاني، فالله سبحانه وتعالى قضى وقدّر، ووعد ووعده الحق، بالتأييد والتمكين لعباده المؤمنين، ما أطاعوا ربهم واتبعوا نبيهم وتمسكوا بدينهم وثبتوا على طريقهم.
ووعدهم سبحانه أن يستخلفهم في الأرض لإصلاحها وحمل لواء الخير فيها كما استخلف الذين من قبلهم، وهذا التمكين وهذا الاستخلاف سيكون مهما كانت المواجهة مع الباطل، ومهما عظمت التضحيات، ومهما كثرت الخطوب والملمات، ومهما طالت الأوقات وتعاقبت السنوات.
قال تعالي: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة النور – الآية 55]