
كل ما كان لله يبقى – د. محمد حامد عليوة
- zadussaerinweb@gmail.com
- فبراير 1, 2025
- التربية الدعوية
- 0 Comments
كل ما كان لله يبقى – د. محمد حامد عليوة
إن من الحقائق الدامغة وسنن الله الواقعة في شؤون خلقه وأعمال عباده وأقوالهم أن: (كل ما كان لله يبقى، وما كان لغير الله يفنى ويبلى).
وفي ذلك إشارة واضحة إلى ضرورة الإخلاص لله في الأقوال والأعمال والحركات والسكنات والجلوات والخلوات.
إنه الإخلاص وحُسن القصد؛ الذي هو أساس قبول العمل، وسر البركة فيه، وسبب انتفاع العبد به.
ورضي الله عن الصحابي الجليل سيدنا عبد الله بن مسعود حين قال: «لا تَعَلَموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، أو لتجادلوا به الفقهاء، أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله، فإنه يبقى ويذهب ما سواه.»
إن الاخلاص لله عز وجل في القول والعمل وفي السر والعلن من أهم ما يلزم الداعية الصادق على طريق الدعوة، لأن الله لا يقبل من القول والعمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم، (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ.. (3)) (سورة الزمر)
والإخلاص روح العمل وسر قبوله، وفاقد الإخلاص في قوله وعمله مثل فاقد الروح من بدنه، لا حياة ولا توفيق وإن ملأ الدنيا ضجيجًا وحركة. ورحم الله الامام بن الجوزي حين قال: «والصدق في الطلب منار أين وجد يدل على الجادة، وإنما يتعثر من لم يخلص». صيد الخاطر
وقد ورد في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله.»
