مؤمنون مجاهدون وكفى – بقلم: الإمام حسن البنا – رحمه الله
إن الذين فتحوا أقطار الدنيا، ومكن الله لهم في الأرض من أسلافنا لم يكونوا أكثر عددًا، ولا أعظم عُدة، ولكنهم مؤمنون مجاهدون وكفى، سنعتد اليوم بما اعتد به رسول الله ﷺ يوم قال يُبشر خبابًا بظهور هذا الأمر: «حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه»، وكانوا إذ ذاك يستترون، ويوم وعد سراقة بن مالك سواري كسرى، وكان مهاجرًاً بدينه ليس معه إلا ربه وصاحبه، ويوم هتف مطلعًا على قصور الروم البيضاء، وقد حاصره المشركون في مدينته بجنود من فوقهم ومن أسفل منهم: ﴿وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾. الأحزاب، (10)
——————————- المصدر:رسالة (الإخوان تحت راية القرآن)، للإمام حسن البنا – رحمه الله.