­

ماذا نريد من رمضان؟ (2)

ماذا نريد من رمضان؟ (2) – د. مجدى الهلالي

تابع: (أ) القسم الأول: إصلاح ما بين العبد وبين الله

6: الاعتكاف
الاعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله، وهو مستحب في كل وقت في رمضان وغيره وأفضله في العشر الأواخر من رمضان ليتعرض العبد فيها لليله القدر والتي هي خير من ألف شهر. ولقد ذهب الإمام أحمد أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن، بل الأفضل له الإنفراد بنفسه والتخلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه. وهذا الاعتكاف هو الخلوة الشرعية التي لا يترك معها الجمع والجماعات، فعلينا أن نغتنم أي وقت – مهما قصر – في نهار رمضان أو ليله ننوى فيه الاعتكاف ونختلي فيه بالله عز وجل.

ولنحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر فإن لم نستطع فليكن ذلك في لياليها وبخاصة الوتر منها، ولنحظر من الخلطة والكلام وكل ما يقطع علينا خلوتنا بالله عزوجل، يقول ابن رجب: «فحقيقة الاعتكاف قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق».
وللأخت المسلمة أن تعتكف في مسجد بيتها استنادًا على رأى الأحناف في جواز ذلك، ولتقتطع من يومها وقتًا تلازم فيه مسجدها وتقبل فيه على الله عز وجل.

7: الدعاء
الدعاء هو العبادة، ولا يرد القدر سواه، ففيه يتمثل فقر العبد وذله وانكساره إلى من بيده ملكوت كل شيء، وهناك أوقات مخصوصة يفضل فيها الدعاء منها: بين الأذان والإقامة، ودبر الصلوات، وفي الثلث الأخير من الليل، ويوم الجمعة منذ أن يصعد الإمام المنبر حتى تنتهي الصلاة، وكذلك في الساعة الأخيرة من هذا اليوم، وفي ليله القدر، وعند نزول المطر،
وللصائم دعوة مستجابة، وكذلك المسافر، وفي كل ليلة من رمضان عتقاء من النار، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.

فعلينا اغتنام تلك الأوقات نتذلل فيها إلى الله ونتبرأ من حولنا وقوتنا. نستعطفه ونتملقه ونسترضيه ونسأله من خيري الدنيا والآخرة، ولنحذر من الدعاء باللسان دون حضور القلب. قال «واعلموا أن الله لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاه».

ولنكثر من الدعاء لإخواننا المسلمين المضطهدين في كل مكان ولنخص المرابطين في فلسطين بحظ وافر من الدعاء. ولندع كذلك على الطغاة الظالمين الذين يحادون الله ورسوله في كل مكان عساه – سبحانه – أن يفرج الكرب ويكشف الغمة وينزل نصره الذي وعد، قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم: 47).

8: الصدقة
وللصدقة فضل عظيم في الدنيا والآخرة فهي تداوى المرضى وتدفع البلاء وتيسر الأمور وتجلب الرزق وتقي مصارع السوء وتطفيء غضب الرب وتزيل أثر الذنوب، وهي ظل لصاحبها يوم القيامة، وتحجبه عن النار وتدفع عنه العذاب. وللصدقة علاقة وثيقة بالسير إلى الله، يقول تعالى: (فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ) (الروم: 38) ولا عذر لأحد فيتركها، فالله عز وجل لم يحدد لنا قدر معينًا نتصدق به، فالباب مفتوح أمام الجميع كل حسب استطاعته.

لقد كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) (التوبة: 103) فالمستفيد الأول من الصدقة هو صاحبها لأنها تخلصه من الشح وتطهره من الذنوب، فبداية انطلاق النفس نحو السماء وتخلصها من جواذب الأرض هو تطهرها من الشح المجبولة عليه بدوام الإنفاق في سبيل الله حتى يصير سجية من سجاياها، فتزهد في المال ويخرج حبه من القلب.

ولكي تؤتى الصدقة ثمارها المرجوة لا بدَّ من تتابعها بصورة يومية كما قالالله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 274) فلنخرج الصدقة كل يوم ولو ما يعادل شق تمرة، ولنخصص صندوقًا في البيت لذلك ليسهل علينا المداومة عليها، ثم نعطيها كل فترة لمن يستحقها.

9: الذكر والتفكر
ذِكرُ الله عز وجل هو قوت القلوب ومادة حياتها، قال : «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»، ولكي يستفيد المسلم من الذكر ويواطىء لسانه قلبه، فيحدث فيه الأثر المطلوب لا بدَّ من ربطه بعبادة التفكر، كما قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَأمًا وَقُعُودًأ وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَأ مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران: 190، 191)
يقول حسن البصري: إن أهل العقل لم يزالوا يعودون بالذكر على الفكر وبالفكر على الذكر حتى استنطقوا القلوب فنطقت بالحكمة.

فالبداية تكون بالتفكر في مجال من المجالات، ثم يتبع ذلك بالذكر المناسب له، فعلى سبيل المثال: إذا تفكر المرء في ذنوبه وتقصيره في جنب الله، عليه أن يتبعه بالاستغفار، وإذا ما تفكر في بديع صنع الله وآياته في النفس والكون اتبع ذلك بالتسبيح والحمد، وعندما يتفكر العبد في حاجاته الماسة إلى الله وفقره الذاتي إليه ردد بعده ذكر: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وهكذا في بقية الأذكار.

فعلينا أن نضع لأنفسنا أورادًا من الذكر نلتزم بها ونعمل على مواطأة القلب اللسان فيها، ولنعلم أن الثواب التام على قدر العمل التام، فالأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض.
وفي أذكار الصباح والمساء وكذلك أذكار الأحوال معاني عظيمة علينا أن نتدبرها ونحن نردد تلك الأذكار في أوقاتها.

10: محاسبة النفس
بعد مرور عدة أيام من رمضان تصبح النفس سهلة القيادة. عند ذلك علينا أن نبدأ في محاسبتها على ما مضى من أعمال. وهناك مجالات كثيرة لمحاسبة النفس تتناول حياة المسلم من جميع جوانبها، على الواحد منا أن يقف أمام كل بند من بنودها ليعرف أين تقع أقدامه بالنسبة إليه. وحبذا لو سجلنا الذنوب وأوجه التقصير ليكون ذلك دافعًا لحسن التوبة وتصحيح المسار.

مجالات المحاسبة:
أ- عبادة الجوارح: مثل الصلوات الخمس في أول وقتها في المسجد، السنن الرواتب، أذكار الصلاة، صيام رمضان وصيام التطوع، مداومة الإنفاق في سبيل الله، أذكار الصباح والمساء، تحرى السنة في الأقوال والأفعال.
ب- معاصي الجوارح: مثل الغيبة والنميمة، السخرية، الاستهزاء بالآخرين، الجدل والمراء، إفشاء السر، الغمز واللمز، الكذب اللغو والثرثرة، عدم غض البصر، الخوض في الباطل، سرعة الغضب، إخلاف الوعد.
ج- عبادات القلب: الخشوع في الصلاة، الخوف من الله واستشعار مراقبته، الرضا بقضاء الله وقدره، التوكل علي الله، الصبر عند المصيبة، الشكر عند ورود النعم.
د- معاصي القلوب: الإعجاب بالعمل والتسميع به، الضيق بالنقد، الحسد، الغرور، المباهاة، المن بالعطايا، اتباع الهوى، احتقار الآخرين، وسوء الضن بهم.
و- الحقوق: حقوق الزوجة، والأولاد، الوالدين، الرحم، الجيران، حق الطريق، الدعوة، الأخوة.
ى- السلوكيات وفضائل الأعمال: السعي لقضاء حوائج الناس، لين الجانب، التواضع، عيادة المريض، اتباع الجنائز، الإحسان إلى الآخرين، أداء الأمانات إلى أهلها، دوام التبسم والبشر، اتقان العمل.

وعلينا بعد كل جلسة من هذه الجلسات الإكثار من الاستغفار، ولو أمكن الصلاة – ولتكن صلاة التوبة – قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوااللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 135)

(ب) القسم الثاني: إصلاح ما بين العبد وبين الناس
قال ﷺ: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلي الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضى عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة، أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كتم غيظًا – لو شاء أن يمضيه أمضاه – ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل».

وإليك أخي المسلم بعضًا من أعمال الخير علينا أن نحرص علي القيام بها في رمضان لتصبح بعد ذلك عادة وسجيه من سجايانا، فكما قالوا: (تعودواالخير فإن الخير عادة).

1- الإحسان إلى الزوجة والأولاد
إن الإحسان الحقيقي للزوجة والأولاد إنما يكون بأخذ أيديهم إلى طريق الله والتنافس معهم في السباق نحو الجنان. ولقد طالبنا الله بذلك، فقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًأ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (التحريم: 6) فعلينا أن نستفيد من موسم رمضان في الارتقاء الإيماني والسلوكي بهم، فنجلس معهم قبيل حلول الشهر المبارك ونضع لكل منهم برنامجًا يسير عليه يراعي جانب العروة الوثقى، وهما كما مر علينا سابقًا إخلاص العبادة لله والإحسان إلى الخلق.

ولتكن لنا معهم جلسة يومية -وإن قصرت- ونختار لها الوقت المناسب للجميع، وفيها نقرأ معا ما تيسر من القرآن مع الإستماع إلي خواطر التدبر.

ومع القرآن علينا أن نتدارس كتابا نافعا في الحديث أو السيرة، ثم نتابع حصيلة اليوم من الأعمال الصالحة فنشجع المحسن ونشحذ همة المقصر، ونختم اللقاء بالدعاء لأنفسنا وللمسلمين.

2- الجود والكرم
وهذا باب عظيم من أبواب الخير علينا أن نلجه في رمضان «ولقد كان النبي ﷺ أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة في رمضان، فيدارسه القرآن فرسول الله ﷺ أجود من الريحالمرسلة». فلنُري الله من أنفسنا خيرًا في هذا الشهر المبارك فهو سبحانه وتعالى يحب أهل السخاء والكرم، قال رسول الله «إن الله كريم يحب الكرماء جواديحب الجودة، يحب معالي الأمور ويكره سفسافها». ومن سمات أهل الكرم والسخاء أنهم يبذلون من كل ما يملكون بلا حساب سواء كان ذلك مالًا أو علمًا أو وقتًا أو جهدًا.

ولقد أوصى رسول الله أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بذلك فقال لها: «لا تحصي فيحصي عليك» والمعنى كما يقول ابن حجر في الفتح: النهي عن منع الصدقة خشية النفاد، فإن ذلك أعظم الأسباب لقطع مادة البركة، لأن الله يثيب على العطاء بغير حساب، ومن لايحاسب عند الجزاء لا يحسب عليه عند العطاء، ومن علم أن الله يرزقه من حيث لايحتسب فحقه أن يعطى ولا يحسب.

فلنجعل رمضان وسيلة للتعود على الكرم والجود والسخاء، فلا نبخل علي الله بأموالنا ولا أوقاتنا ولا جهدنا، ولنضح بها بغير حساب، جاء في شعب الإيمان للبيهقي، أن يزيد بن مروان جاءه مال فجعل يصره صررًا ويبعث به إلى إخوانه ويقول: إني لأستحي من الله عز وجل أن أسأل الجنة لأخ من إخواني ثم أبخل عليه بالدينار والدرهم.

3- صلة الرحم
قبل أن نتحدث عن واجبنا في رمضان تجاه أرحامنا أدعو القارئ إلى التأمل في هذا الحديث النبوي الشريف لنعلم كم نحن مقصرون في حق أنفسنا، زاهدون في خيري الدنيا والآخرة، قال رسول الله : «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم، والخيانة والكذب، وإن أعجل الطاعة ثواب لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنموا أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا».

فلننتهز مناسبة دخول رمضان لزيارة أرحامنا، أما ما تحول الظروف دون زيارته فعلينا بالإطمئنان عليه من خلال الهاتف والخطابات، قال : «بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ» ولايتعلل البعض بوجود قطيعة وعداوة قديمة بينه وبين أهله وأرحامه، فلقد أتي رجل النبي : فقال يا رسول الله إن لي قربة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، ويجهلون على وأحلم عنهم قال: «لئن كان كما تقول فكأنما تسفهم المللولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك».

4- إطعام الطعام
وهذا باب عظيم من أبواب الخير غفل عنه الكثير من الناس. قال : «إن من الجنة غرفا يري ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها» قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن أطعم الطعام وأطاب الكلام، وصلى بالليل والناس نيام»، وكان على بن أبى طالب رضي الله عنه يقول: لأن أجمع ناسًا من أصحابي على صاع من طعام أحب إلى من أن أخرج إلى السوق فأشتري نسمه فأعتقها.
فلنجهز وجبات الإفطار للفقراء والمساكين ونجلس معهم نشاركهم طعامهم، ونشعرهم بإخوتنا لهم. ومع تذكرنا لهؤلاء علينا ألا ننسي إخواننا المكروبين فيكثير من بلدان العالم والتي يعاني أهلها من الظلم والاضطهاد والجوع والحرمان، ولنتذكر بشرى رسول الله : «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا».

5- الإصلاح بين الناس
السعي للإصلاح بين الناس فضل عظيم، قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) (النساء: 114).
ولقد وعد رسول الله القائم بهذا العمل الجليل بدرجة أعلى من درجة الصائم القائم المتصدق لما في ذلك من إشاعة جو التراحم والتواد بين أفراد المجتمع. قال : «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلي، قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة». فلننتهز فرصة دخول رمضان فنسعى بين المتخاصمين والمتدابرين ولنذكرهم بقول الله تعالى: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) (النساء: 128).
ولنبدأ بأنفسنا فنعفو عمن ظلمنا، ونحسن لمن يُسيء إلينا، ولنكن قدوة لغيرنا في الحلم والأناة وسعة الصدر.

6- قضاء حوائج الناس
قال : «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلي الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضى عنه دينًا، أوتطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كتم غيظًا – لو شاء أن يمضيه أمضاه – ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشي مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له، أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل». أما الساعي على الأرملة والمسكين فله أجر خاص. قال : «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار».

7- أنقذ غيرك
يقول تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًأوَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت: 33)
فلا سبيل لإيقاظ هؤلاء المساكين إلا بدعوتهم إلى الله. ولقد رغب – سبحانه وتعالى – عباده المؤمنين للقيام بهذه المهمة فجعل مقامها: مقام الأنبياء والرسل، أما أجرها فلا حدود له، فهل لنا يا أخي أن ننال شرف هذه المهمة ونعمل على إنقاذ من حولنا من النار؟ هل لنا أن نستفيد من أجواء رمضان حيث النفوس طيعة والشياطين مصفدة؟

يقول : «لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك مماطلعت عليه الشمس»، فهيا بنا نجتهد لنكون سببًا في هداية وإنقاذ غيرنا، هيا بنا نوقظ غافلًا، ونهدي حائرًا، ونرشد ضالًا.
هيا بنا نبدأ بالأقربين فنعمل على تبصيرهم بحقيقة الدنيا ونجذبهم معنا إلى المسجد. هيا بنا نتخير بعضًا ممن يُقبلون على المسجد في رمضان فنصحح له فهمه ونبصره بطريق صحيح إلى الله. هيا نردد دعاء الرسول : «اللهم اجعلنا هداة مهتدين».

رابعاً: أتعهد في رمضان

أخي إن النفس دائمًا تركن إلى الخمول والكسل وكلما أعطيتها من الراحة طلبت المزيد، وشهر رمضان ساعات معدودات فخذ من نفسك لنفسك العهد والميثاق لتنفيذ تلك الواجبات، وخذها بقوة، وسل الله العون والقبول.
1. عدم الإكثار من النوم بالنهار.
2. عدم الإكثار من الطعام والشراب.
3. عدم الإكثار من الكلام والضحك.
4. تدبر القرآن وإعادة ما أقراه وأنا غافل.
5. الإكثار من ذكر الموت.
6. طول المكث في المسجد.
7. التبكير إلى صلاة الجماعة.
8. تخصيص مسجد في البيت للزوجة والأولاد.
9. الجلوس مع الزوجة والأولاد يوميًا للإطمئنان على الأحوال مع القراءة النافعة.
10- التهجد والدعاء والاستغفارفي الجزء الأخير من الليل (قبل الفجر).
11- اغتنام الأوقات الفاضلة في اليوم وعدم إضاعتها بالنوم أو الغفلة.
12- كثرة الدعاء – بحضور قلب – بخاصة في الأوقات المندوب فيها.
13- وضع صندوق في البيت للصدقة والتبكير بها يوميًا.
14- ربط عبادة الذكر بالفكر، والعمل على حضور القلب ما استطعت.
15- الاعتكاف ولو لساعة يوميًا والاجتهاد في الاعتكاف في العشر الأواخر.
16- محاسبة النفس عن الفترة الماضية في المجالات المختلفة.
17- الإكثار من عمل الخير.
18- إطعام الطعام للأصدقاء والمساكين.
19- السعي في قضاء حوائج الناس.
20- العفو والصفح والحلم وسعة الصدر.
21- الدعوة إلى الله.

——————————
(*) انتهي الجزء الثاني والأخير من موضوع: (ماذا نُريد من رمضان؟؟).
(**) هذه المادة مأخوذة بتصرف محدود، واختصار عير مخل من كتاب (ماذا نُريد من رمضان؟؟) من كتاب الأخ الفاضل الدكتور مجدى الهلالي، جزاه الله خيرا، ونفع الله بعلمه.

اترك تعليقا