«إن الحياة الحقيقية ما كانت في كنف الله وفي ظلال طاعته، والعمل لدعوته، والتضحية في سبيله، والسعي لقضاء حاجات عباده، أما من حُرم هذه النعم وعاش بعيداً عن ربه، وكان مُنشغلاً بنفسه، ولا يُؤدي واجباته نحو دينه ومجتمعه وأمته؛ فهو في عِداد الموتى، وإن كان يأكل ويشرب ويمشي بين الناس.
قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل: 97). إنها الحياة الطيِّبة التي يُحييها الله لعباده الطائعين».
وثمرة الحياة في طاعة الله؛ أن ينال العباد من ربهم الأجر الجزيل والثواب الجميل في الدنيا والآخرة، بأحسن ما كانوا يعملون. فما أعظم الحياة في طاعة الله، حين ينسجم العبد مع الكون بمكوناته وأفلاكه وظواهره مسبحاً بحمد ربه، خاصعاً لمولاه العظيم، فيحيا بذلك الحياة الطبيعية الكريمة وينال بذلك المكانة القويمة.