تتعدد الجوانب المختلفة والمتفاوتة في ذاتية الانسان، كذلك تتعدد مجالات القوة وفق الجوانب المذكورة، والكثير من الناس يعرفون عن القوة البدنية، ولكن هناك انواع اخرى من القوة لا يعرفها كثير من الناس ولا يطلع عليها الا متابع او ذو بصيرة؛ مثل: (القوة الروحية – والقوة النفسية – والقوة العقلية -..الخ)
ونركز الحديث هنا عن (القوة النفسية) لما لها من انعكاسات مباشرة في بناء الشخصية، ولها من الآثار الكبيرة فى قوة الشخصية.
أولاً:ماذا يُقصد بالقوة النفسية؟؟
هي القوة التي تجعل الشخص قوياً في نفسه وقوياً بنفسه امام المصاعب والعوائق، ومتزناً في الازمات، وصابراً عند الصدمات، وحكيماً في المواقف، وعادلاً مع الاخرين.
ثانياً: اساسيات القوة النفسية
1ـ يجب ان يكون الصبر راسخاً في الذات مع تحمل المشقات.
2ـ وان يصبح الهدوء سجية اساسية في الشخصية.
3ـ الحكمة والمرونة في اتخاذ القرار والمواقف والمشاكل.
4ـ عدم فقدان التوازن في الازمات.
5ـ تحمل الاخرين: (في الحوار و المناقشات – في إبداء الرأي وتقبل الآراء – في التنازل عن الرأي – في الاعتراف بالخطأ – في حالات الغضب).
6ـ معرفة طبيعة النفس، والتعامل معها بعقلانية وموضوعية وواقعية متوازنة .
7ـ الاستمرارية على التر بية الذاتية، وتطبيق متطلبات المجاهدة ايضا بالتوازن، دون افراط وتفريط.
ثالثاً: ضرورة تحقق القوة النفسية لدى الدعاة والمصلحين
كتب الدكتور محيي حامد حول هذا المعني فذكر: «إن صاحب الدعوة بعد استشعاره لمعيَّة الله تعالى، واستشعاره لعظم المسئولية الملقاة عليه، وبعد إدراكه لطبيعة الطريق وما يلزمه من الرؤية الواضحة والبصيرة الواعية، وما يتطلَّب ذلك من العمل المتواصل واستمرار العطاء؛ فإنه يكون في أمسِّ الحاجة إلى الإرادة القوية والعزيمة الصادقة التي تلازمه طوال طريق الدعوة، دون فتور أو ضعف أو تخاذل أو تراجع، بل تزيده تلك التحديات والعقبات إصرارًا وعزيمةً وقوةً؛ للمضيِّ قدمًا لتحقيق الأهداف والغاية التي من أجلها يعمل ويسعى لتحقيقها واقعًا في حياته ومجتمعه وأمته».
والقوة النفسية للداعية لها أثر كبير فى دفعه إلى الحركة بدعوته بين الناس، فلا يصرفه عن دعوته ومهمته صارف من كسل أو قعود أو ريب أو شكوك أو يأس أو توجس أو وعيد، فهو صاحب الدعوة المتزن المؤمن بالله، المخلص له، الموقن بتأييد الله له، الجريء فى الحق، الصابر على الأذى، الواثق فى منهجه وطريقه، صاحب القوة الإيجابية الفعالة، والعزيمة الدافعة لكل خير.
ونماذج الدعاة والمصلحين – فى القوة النفسية والإرادة القوية – كثيرة، ومواقفهم متنوعة وفريدة، ولا سيما مواقف الدعاة أمام العتاة والظالمين والمستكبرين في الأرض، وما موقف الشهيد سيد قطب – رحمه الله – ببعيد عن هذا، فعندما أراد أهل الظلم أن يثنوه عن دعوته، وأن يتراجع عما كتبه وسطَّره، فكان قوله التاريخي: «إن هذا الأصبع الذي شهد بالوحدانية لله تعالى ما كان له أن يكتب تأييدًا لظالم»، ولقد لقي ربه شهيدًا، وظل أثره وفكره حياً يملأ الأرض، وينهل منه المسلمون. إنه إستعلاء الإيمان وقوة العقيدة التى أورثت النفس قوة عظيمة، هانت أمامها المحن والصعاب.
رابعا: دلائل القوة النفسية العظيمة لدى الدعاة والمصلحين
لقد حدد الإمام الشهيد حسن البنا مجموعة من العلامات والمؤشرات الدالة على (القوة النفسية) لدى الدعاة، وجاء ذلك فى رسالته القيمة (إلى أي شيء ندعو الناس؟)، حيث ذكر – رحمه الله:
«إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ تحتاج من الأمة التي تحاول هذا، أو من الفئة التي تدعو إليه – على الأقل – إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور:
– إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف.
– ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر.
– وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل.
– ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له؛ يعصم من الخطأ فيه، والانحراف عنه، والمساومة عليه، والخديعة بغيره.
مراجع محاور القوة النفسية – مبادرات تنموية متنوعة
[…] https://zadussaerin.wordpress.com/2020/06/08/%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%8… […]