ومما يجب على السالكين لطريق الدعوة أن تسيطر عليهم مشاعر (العطاء والفداء)، فتراهم بهذه المشاعر في عمل دائب وبذل دائم، يحملون همها ويؤدون واجبها ويذودون عنها. ولأنهم سلكوا طريقها للعطاء والفداء، تجدهم دائمًا يسالون أنفسهم: (كم أعطيناها؟) لا (كم أخذنا منها؟).
والصادقون يحرصون دائمًا أن يروا الدعوة في أنفسهم؛ لا أن يروا أنفسهم فيها.
ومن الأسئلة التي يجب أن تشغل بال صاحب الدعوة، وتحدد مدى صدق عطائه لها: أين أنا من دعوتي؟ وأين دعوتي مني؟ هل أعطيها ما تستحق من الوقت والجهد والفكر والمال و..؟.
هل تحتل دعوتى أول اهتماماتي وتأتى في مقدمة أولوياتي؟. هل أحمل همَّها وأنشغل بها؟. هل أحرص على مبائها وأحافظ على ثوابتها؟. هل أقدم مصلحة دعوتى على مصالحي الشخصية؟. وهل لدعوتى رأي فى حسم قرارتي المصيرية؟ … وغيرها من الأسئلة، التى تُحدد طبيعة علاقتى بالدعوة، هل هي علاقة (مِلْك)أم علاقة (إيجَار)؟!.
لأن مالك الشيء يُعطيه بسخاء ويضحي من أجله، ويحافظ عليه ويُنميه، ويخاف عليه ويحميه، ودائماً ما يكون مشغول به ويفكر فيه.