
معالم على طريق الدعوة
- zadussaerinweb@gmail.com
- أبريل 21, 2021
- دعوتنا
- 0 Comments
معالم على طريق الدعوة – بقلم: الاستاذ مصطفى مشهور – رحمه الله
دورنا البناء على درب الفلاح
وضوح الرؤية من الأمور الضرورية التي يجب لأولئك الذين أنعم الله عليهم فجعلهم من العاملين لرفعة الإسلام: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)). سورة يوسف
وبداية رسالة دعوتنا المصارحة:
إذ أننا نحب أن نصارح الناس بغايتنا ونجلي أمامهم منهاجنا وأن نوجه إليهم دعوتنا في غير لبس ولا غموض أضوء من الشمس وأوضح من فلق الصبح وأبين من غرة النهار، وإذا كان ذلك من حق الناس علينا فهو في حق الصف أولى.
نحن ندعو الناس إلى مبدأ، مبدأ واضح محدود مسلم به منهم جميعًا هم جميعًا يعرفونه ويؤمنون به ويدينون بأحقيته ويعلمون أن فيه خلاصهم وإسعادهم وراحتهم، مبدأ أثبتت التجربة وحكم التاريخ صلاحيته للخلود وأهليته لإصلاح الوجود، والفرق بيننا وبين قومنا بعد اتفاقنا في الإيمان بهذا المبدأ أنه عندهم إيمان مخدر نائم في نفوسهم على حين أنه إيمان مشتعل قوى يقظ في نفوس الإخوان المسلمين.
نحن نفهم الإسلام فهمًا فسيحًا واسعًا ينظم شئون الدنيا والآخرة وليس مقصورًا على ضروب من العبادات أو أوضاع من الروحانية، إذ أننا نحمل مشروعًا إسلاميًا على منهاج النبوة، وهذا لا يعني أننا حزبًا سياسيًا من المسلمين له توجهات إصلاحية إسلامية، لكننا لنا مشروعنا الإصلاحي الإسلامي الذي هو جزء تابع من الصبغة الإسلامية الكاملة التي نصطبغ بها والهوية الإسلامية التي نتصف بها، وهو مشروع مرتبط بمهمة المسلمين في الحياة التي لخصتها الآية الكريمة في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ). سورة الحج (78).
إن وضوح هذه الرؤية هو الكفيل بتحديد ميدان المعركة الرئيسية وسط ميادين المعارك الثانوية (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ..)، (البقرة : من الآية 217) وهو الكفيل بترجيح منهج للتغيير من بين المناهج إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وعندما نختص فترة من الزمان فإن وضوح الرؤية خلالها لا يكتمل إلا بمعرفة طبيعة المرحلة وحقيقة المعركة وإدراك حجم التحديات التي تواجهننا وتبين جوهر الرسالة الذي يميز هذه الفترة بالذات ومنهج التغيير الذي يميزنا عن غيرنا، ثم باستيعاب الأدوار التي يلزم أن نؤديها ومعرفة نقطة الوصول التي نسعى إليها أو حالة النجاح في هذه المرحلة مع إدراك حالات النصر ومعنى التمكين التي لو تحققنا بها خلال فترة من الزمن لكنا من الموفقين في مسعانا بفضل الله عز وجل.. وهذا ما نرجو الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إلى بيانه.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل