مع النبي القدوة والرسول الأسوة

مع النبي القدوة والرسول الأسوة – الأستاذ فؤاد الهجرسي – رحمه الله
ونحن في رحاب شهر ربيع الأول، وفي ظلال ميلاد سيد الخلق وحبيب الحق الرسول القدوة محمد بن عبد الله، أذكر نفسي وجميع أحبتي بـما كتبه المربي الفاضل الأستاذ فؤاد الهجرسي – رحمه الله (من علماء الأزهر الشريف). من معاني جليلة ولمحات تربوية جميلة، في ظلال هذه الذكرى، ولعل ما نقرؤه في هذه الإطلالة يكون لنا زاداً ويكون له أجراً وثواباً.

كتب فضيلته قائلاً:
تعال نقلب صفحات كتب السيرة، نلحظ في الفترة من المولد الى المبعث ما يلي:
1- أنه ﷺ ولد يتيماً فقيراً، ولحكمة عليا كان ذلك. قالوا: «في يُتمه وفقره صقْل لروحه، وصلابة لعوده، فاليتيم لا يجد فرصة للتدليل، فيصير جلداً يعتمد على نفسه، وتتأهب ذاته لملاقاة الحياة بمفرده، والفقير يصْلُب عودُه، لأنه يكابد مهمة طلب العيش وحده.»
2- وأنه لما ذُهِبَ به إلى مضارب بنى سعد، قبيلة السيد حليمة مرضعته، اخضرَّ جفافها، ودرَّت أثراء شياهها، وغمرت روافد الخير والبركة أرجاءها، وفي ذلك إشارة إلى أن هذا الوليد هو الذى يعود به جفاف الروح إلى رطوبة، وفساد الحياة إلى صلاح، وضلالة العقول إلى هدى.
3- وأنه لما سافر مع عمه أبى طالب في سفره الأول إلى الشام، لقيه بحيرا الراهب، وجاء في كلامه ما يُفيد إلقاء مسئولية الدين بين يديه، وأن الديانات السابقة تفسح المجال للدين الجديد، قال بحيرا: «ارجع بابن أخيك، فلو عرف اليهود منه ما عرفت لَبَبْغُنَّه شراً».
4- واقرأ معنا ما تقوله الصفحات الكريمات، تلك التى تسجل فيها شأنه مع الأحداث الجسام في مكة، من مشاركته ﷺ فى حرب الفجار، وحلف الفضول، وبناء الكعبة، فهو ﷺ قد كره الظلم والعدوان فكان يَنْبِلُ على أعمامه خلال حرب الفجار، ورغب في الأمن والاستقرار فأيد الحلف وقواعده، وموضوع تحكيمه ﷺ في مسألة الحجر الأسود فيه الدلالة على قدرته الفائقة في حل المعضلات.
5- وتلفتنا القراءة إن واصلنا، إلى أنه ﷺ كان قدوة في كل عمل، فما طالب الناس بتكليف إلا كان الأسبق إلى تنفيذه.
– طالبهم بالصلاة وصلى هو ليلاً ونهاراً حتى تورمت أقدامه، وكان يطيل السجود بقدر ما يقرأ الصحابى خمسين آية.
– وطالبهم بالصيام، وصام هو من النافلة حتى قالوا: «نظنه لا يفطر.»
– وطالبهم بالاعتدال، وكان أمثلهم في ذلك حتى قالوا: «نظنه لا يصوم.»
– وأمرهم بالصدقة، وما سئل عن شيء وقال لا.
– وكان متواضعاً خفيض الجناح، شجاعاً فى الهيجا قوي الشكيمة.
فاجتمعت له كل حسنة، وكل فضيلة ﷺ.

——————————

اترك تعليقا