من شِيَمِ الأوفياء – د. محمد حامد عليوة

من شِيَمِ الأوفياء للدعوة – د. محمد حامد عليوة
العطاء للدعوة، والثبات على مبادئها، وتقدير أهل السبق والفضل فيها؛ من شيم الاوفياء، والقرآن الكريم يربينا على ذلك، وصدق المولى حين قال:
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (10)). سورة الحشر.

حول هذه الشيم وتلك الأخلاق
1- العطاء لدعوة الحق: ولقد قامت الدعوة على تضحيات كبيرة، تعكس وفاءً عظيماً لرجال سابقين صادقين، والذين جاءُوا من بعدهم لا زالوا على الدرب أوفياء لعهدهم مع الله رغم كثرة الخطوب ووعورة الدروب ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا﴾ .
وحديقة الدعوة إذا أردناها وارفة الظلال يانعة الثمار عبقة الأزهار تجذب الآخرين بطيب ريحها ورحابة ظلها، لا بد أن نعطيها بسخاء من جهودنا وأوقاتنا وأفكارنا وأموالنا كذلك.

وهذه الدعوة الربانية العظيمة تستحق منَّا التضحية والفداء والبذل والعطاء والتجرد والوفاء؛ في سبيل نُصرتها والحفاظ على شجرتها الطيبة، لتبقى دائماً وارفة الظلال كثيرة الثمار، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولن تضيع في سبيل فكرتنا تضحية.

2- الثبات على المبادئ وحراسة الثوابت: ولقد قدم الإخوان المسلمون – ولا زالوا يقدمون – نماذج طيبة وأمثلة حية مشرفة من الثبات على المبادئ والصبر في الشدائد، وذلك رغم كثرة الخطوب ووحشة الدروب، وتنوع المحن وتعدد الفتن، فما لانت لهم قناة، وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وما توقفوا يوما عن مسيرة الدعوة، أو تخلفوا عن ركب الإصلاح، حسبة لله تعالى، وما زادتهم هذه الصعاب وتلك المشاق إلا إيماناً وتسليماً وتثبيتاً، وذلك من فضل الله على عباده، (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ..) سورة إبراهيم

3- تقدير أهل السبق والفضل: إن احترام الكبار من لوازم الإيمان «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ». الترمذي، واحترام الكبار وتقديرهم من أسس الأخلاق ومظاهر التربية أيضاً، فما بالنا إذا كان هؤلاء الكبار من ذوى السبق إلى الدعوة، ومن أهل الصبر والثبات، ألا يستحقون منا أن ندعو لهم كما أمرنا المولى عز وجل فى قوله (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (10)). (سورة الحشر).

ودعوتنا تحثنا على ذلك، وتستحق منا ذلك؛ ومن تحدثوا في أوصافها وملامحها قالوا: «إن أعمق ما في دعوتنا الإيمان، وأرسخ ما فيها الثقة، وأعظم ما فيها التضحية، وأجمل ما فيها الحب، وأرقى ما فيها الفهم، وأبقى ما فيها العطاء، وأندى ما فيها الوفاء، وأتم ما فيها البناء، وأوسع ما فيها الأمل، وأثمر ما فيها العمل».

لذلك وجب علينا جميعاً: أن نبث الأمل، وننشر الثقة، ونعلي الأخلاق والمبادئ، ونرعى الأصول والثوابت، ونحفظ لأهل الفضل والسبق فضلهم، ونأخذ بيد بعضنا، في انتظار فرج قريب باذن الله.

خلاصة القول في هذا الأمر: أن من شيم وقيم وسلوكيات أهل الدعوة ما يلي:
الوفاء ببيعتهم.
العطاء لدعوتهم.
تقدير واحترام أهل السبق والصدق.
يخالفون هواهم ولا ينتصرون لآنفسهم.
يلتفون حول قيادتهم ويقدمون النصح لها.
يثقون في وعد ربهم ونهج رسولهم وطريق دعوتهم.
لا يعرفون الراحة ويكرهون السكون والعجز.

————————–

اترك تعليقا