«من الحقائق التي يؤكدها الواقع، وتشهد بصحتها التجارب الدعوية والممارسات التنظيمية؛ أن الجندية الصادقة طريق القيادة الفاعلة، ومن لم يتزود من معين الجندية ثقلت عليه أعباء القيادة. لأن الجندية الحقة تعني؛ أن الفرد لديه القدرة على قيادة نفسه وسياستها، ومن أحسن قيادة نفسه كان أجدر لقيادة غيره، ومن ضعف عن أداء متطلبات الجندية؛ عجز عن الوفاء بواجبات القيادة، وإن تصدر المجالس، وارتقى في المناصب، وحمل أفخم الالقاب».
وقد أحسن الإمام الشهيد حسن البنا حين تعرض لهذا المعنى، مؤكداً فيه على حقيقة جليّة واضحة مفادها أن قيادة الناس وسياسة أمورهم لن يكون لها نفع ولا أثر إذا لم تقترن بحسن قيادة المرء لنفسه وسياسته لها أولاً، فقال – رحمه الله: «يا أخي: فاقد الشيء لا يُعطيه، والقلب المنقطع الصلة بالله كيف يسير بالخلق إليه، والتاجر الذى لا يملك رأس المال من أين يربح، والمعلم الذى لا يعرف منهاجه كيف يُدرسه لسواه، والعاجز عن قيادة نفسه كيف يقود غيره.»