
يا موكب النور
- zadussaerinweb@gmail.com
- أبريل 5, 2022
- التربية الدعوية
- 0 Comments
يا موكب النور – بقلم: د. محمد حامد عليوة
قال الله تعالى: (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)) سورة الأنبياء
(وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)) سورة المؤمنون
يا جمال هذا الموكب، ويا روعة السائرين في رحابه، ويا شرف الانتساب إليه، هذا هو موكب الحق، الضارب بجذوره في أعماق التاريخ من لدن نبينا آدم عليه السلام حتى خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد ﷺ.
هذا هو الموكب الطاهر الذي نفخر ونسعد بالانتماء إليه.
موكب الإيمان.. موكب الرسالات.. موكب النبوة.. صلوات ربي وسلامه عليهم جميعًا.
هذا هو موكب الهداية لا مواكب الغواية، هذا هو موكب العدل والإحسان لا موكب البغي والطغيان.
ليس في هذا الموكب جبار عنيد.. ولا طاغية عتيد.. يقول لقومه: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)، ويقول لهم: (مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي).
إنه موكب الأنبياء والمصطفين من عباده، موكب الرحمة للعالمين.
هذا هو الموكب الأولى بالاتباع، الموكب الأحرى بالعز والفخار.

أما مواكب الظلمة والطغاة والبغاة الذين سعوا في الأرض فساداً، وقال أحدهم يومًا: (سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) هؤلاء لا شرف ولا عز في الانتماء إليهم أو الافتخار بهم، ولكن فقط الاعتبار من نهايتهم، والاعتبار من آية الله فيهم حينما نري أجسادهم المحنطة، فنعتبر ونقول صدق ربنا العظيم القائل في محكم كتابه: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)) سورة يونس.
جاش هذا في نفسي وأنا أشاهد موكب المومياوت الذى أنفق عليه حاكم مصر الملايين، افتخاراً بالغابرين، دون اتعاظ أو عبرة مما آلوا إليهم رغم سطوتهم وعروشهم وكثرة جنودهم.. فاعتبروا يا أولى الأبصار.