هكذا تُقاس حياتنا – د. محمد حامد عليوة

هكذا تُقاس حياتنا – د. محمد حامد عليوة
«حياتنا لا تُقاس بطول السنين وعرض الأحداث؛ ولكن بمدى الإفادة من ذلك في إحداث تغيير في نفوسنا وترك بصمة في غيرنا، عندئذ تكون حياتنا أجدى نفعًا وأبقى أثرًا.»

ورحم الله ابن عطاء الله السكندري إذ قال:
«ربّ عمر اتّسعت آماده وقلّت أمداده، وربّ عمر قليلة آماده كثيرة أمداده، فمن بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة».
والأمداد: أي الفوائد، والآماد: أي الأزمنة والأعمار.

وبيان ذلك: أن بعض الناس اتسعت آمادهم أي (طالت أعمارهم) لكن قلت أمدادهم أي(فوائدهم)، فلم يحصلوا على شيء حيث اشتغلوا بالبطالة والتقصير، حتى مضت تلك الأيام، كطيف المنام وأضغاث أحلام.
ومن الناس من قلّت آمادهم (أي أزمنتهم وأعمارهم)، وكثرت أمدادهم (أي فوائدهم)، فأدركوا من فوائد العلم والأعمال والمعارف والدعوة والإصلاح في زمن قليل ما لم يدركه غيرهم في الزمن الكثير.

اترك تعليقا