وثيقة المبادئ العامة للدعوة

وثيقة المبادئ العامة للدعوة

(أعتقدُ .. وأتعهد) (*)

 إنعقد مجلس الشوري العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، بمدينة بور سعيد، وانتهى المجلس إلى تحديد مبادئ الإخوان المسلمين في صيغ عامة كما جاء في نصوص قرارات المجلس على الوجه التالي:

«وافق الإخوان المجتمعون على وضع مبادئ عامة للإخوان يحفظونها ويدرسونها ويوضع لها شرح تفصيلي يبين مجملها، كما أشار إلى ذلك القانون الأساسي للإخوان المسلمين، وقد عرض فضيلة المرشد العام الأستاذ حسن البنا صورة من هذه المبادئ ملخصة فوافق عليها المجتمعون وتركوا لفضيلته صياغتها وإعلانها».

وقد صيغت هذه المبادئ في صيغتها الختامية تحت عنوان (عَقِيدَتُنَا) وصدق عليها مكتب الإرشاد العام بالقاهرة، واعتبرت ميثاقاً لكل أخ، وجعلت نصوصها كالآتي:

1- أعتقد أن الأمر كله لله وأن سيدنا محمداً خاتم رسله للناس كافة، وأن الجزاء حق، وأن القرآن كتاب الله، وأن الإسلام قانون شامل لنظام الدنيا والآخرة.

وأتعهد أن أرتب على نفسي حزباً من القرآن الكريم، وأن أتمسك بالسنة المطهرة، وأن أدرس السيرة النبوية وتاريخ الصحابة الكرام.

2- أعتقد أن الاستقامة والفضيلة والعلم من أركان الإسلام.

وأتعهد بأن أكون مستقيماً أؤدي العبادات وابتعد عن المنكرات، فاضلاً أتحلى بالأخلاق الحسنة، وأتخلى عن الأخلاق السيئة، وأتحرى العادات الإسلامية ما استطعت، وأوثر المحبة والود على التحاكم والتقاضي، فلا ألجأ إلى القضاء إلا مضطراً، وأعتز بشعائر الإسلام ولغته، وأعمل على بث العلوم والمعارف النافعة في طبقات الأمة.

3- أعتقد أن المسلم مطالب بالعمل والتكسب، وأن في ماله الذي يكسبه حقاً مفروضاً للسائل والمحروم.

وأتعهد بأن أعمل لكسب عيشي، واقتصد لمستقبلي، وأؤدي زكاة مالي، وأخصص جزءًا من إيرادي لأعمال البر والخير، وأشجع كل مشروع اقتصادي إسلامي نافع، وأقدم منتجات بلادي وبني ديني ووطني، ولا أتعامل بالربا في شأن من شئوني، ولا أتورط في الكماليات فوق طاقتي.

4- أعتقد أن المسلم مسئول عن أسرته، وأن من واجبه أن يحافظ على صحتها وعقائدها وأخلاقها.

وأتعهد بأن أعمل لذلك جهدي، وأن أبث تعاليم الإسلام في أفراد أسرتي، ولا أدخل أبنائي أية مدرسة لا تحفظ عقائدهم وأخلاقهم، وأُقاطع كل الصحف والنشرات والكتب والهيئات والفرق والأندية التي تناوئ تعاليم الإسلام.

5- أعتقد أن من واجب المسلم إحياء مجد الإسلام؛ بإنهاض شعوبه وإعادة تشريعه، وأن راية الإسلام يجب أن تسود البشر، وأن من مهمة كل مسلم تربية العالم على قواعد الإسلام.

وأتعهد بأن أجاهد في سبيل أداء هذه الرسالة ما حييت، وأضحي في سبيلها بكل ما أملك.

6- أعتقد أن المسلمين جميعاً أمة واحدة تربطها العقيدة الإسلامية، وأن الإسلام يأمر أبناءه بالإحسان إلى الناس جميعاً.

وأتعهد بأن أبذل جهدي في توثيق رابطة الإخاء بين جميع المسلمين، وإزالة الجفاء والاختلاف بين طوائفهم وفرقهم.

7- أعتقد أن السر في تأخر المسلمين ابتعادهم عن دينهم، وأن أساس الإصلاح العودة إلى تعاليم الإسلام وأحكامه، وأن ذلك ممكن لو عمل له المسلمون، وأن فكرة الإخوان المسلمين تحقق هذه الغاية.

وأتعهد بالثبات على مبادئها، والإخلاص لكل من عمل لها، وأن أظل جنديا في خدمتها أو أموت في سبيلها.

———————–
(*) نُشرت هذه الوثيقة فى جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، السنة الثانية، غلاف العدد (2)، 26 محرم 1353هـ / 11 مايو 1934م.

اترك تعليقا