
وصية للدعاة.. في أدب الحديث وأمانة الكلمة
- zadussaerinweb@gmail.com
- أبريل 15, 2021
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
وصية للدعاة.. في أدب الحديث وأمانة الكلمة
د.عبد الحليم عبدالحميد البر
إخواني الذين يطلقون لألسنتهم العنان بألفاظ غريبة منكرة ليست من عرفنا ولا من سمتنا، ولا من أخلاقنا، ولا من سابق عاداتنا التي درجنا عليها في بيوتنا، فضلا عن ما تعلمناه في دعوتنا من قادتنا وأساتذتنا الأفاضل الأماجد حفظهم الله.
إعلم أخي: أن صاحب الحق يُعْرَف وسط الناس بسمته الخاص، وذوقه الخاص، وحكمه الخاص، ولسانه العف، وخلقه النبيل. ولا مبرر لصاحب الحق أن يتخلي عن سمته وذوقه وحكمه وخلقه وعفة لسانه تحت أي ظرف من الظروف، ومع أي إنسان كان.
وصاحب الحق يعلم أن الله قد أمره أن يقول للناس حسنا، وأن يدعو إلي الله بالتي هي أحسن، فيسعي لنصرة الحق الذي يحمله ويدعو إليه بكل حسن وجميل من القول والفعل، – والحق لا يُنصَر بالباطل من القول والفعل. إنما يُنصَر الحق بالحق من القول والفعل.
الحق أبلج لا تزيغ سبيله .. والحق يعرفه أولو الألباب
الحق قوته في ذاته، ويكسب حامله قوة لا تجعله في حاجة إلي علو صوت، ولا صخب ولا سباب ولا لعن لأحد.ولا يحتاج تكرار القسم لتأكيده. فصاحب الحق قليل القسم، خفيض الصوت، عذب اللسان، جميل اللفظ، حسن المعشر، يألف ويؤلف. وأما الباطل فضعيف في ذاته، يحتاج صاحبه إلي علو الصوت والصخب والسباب والعان وكثرة القسم، واستعمال أدوات التوكيد مع كل كلمة.
وقد يكون مع الرجل الحق أو بعض الحق فيضيعه بقول خشن فاحش بذيئ، ويصبح كما يقولون:
ميزت بين جمالها وفعالها .. فإذا الملاحة بالقباحة لا تفي
حلفت لنا أن لا تخون عهودنا .. فكأنها حلفت لنا أن لا تفي
يقول المجاهد علي عزت بيغوفيتش– رحمة الله عليه: «إن كل قوة في هذا الكون تبدأ بثبات أخلاقي، وكل هزيمة تبدأ بانهيار أخلاقي». فالزم أخي الأحسن من القول والفعل إن كنت تؤمن بدعوتك وبالحق الذي تريد نُصرته.
والله يهدينا سواء السبيل.