
ويل لأهل الرياء
- zadussaerinweb@gmail.com
- أغسطس 28, 2022
- التربية الدعوية
- 0 Comments
ويل لأهل الرياء
قال سفيان الثوري – رحمه الله:
«ويل لأهل الرياء من هذه الآية؛ ﴿وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾».
(من كتاب: المحجة في سير الدلجة – ابن رجب الحنبلي)

بيان ذم الرياء
اعلم أن الرياء حرام والمرائي عند الله ممقوت وقد شهدت لذلك الآيات والأخبار والآثار.
أما الآيات: فقوله تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون)، وقوله عز وجل: (والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور)، قال مجاهد هم أهل الرياء.
وقال تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)، فمدح المخلصين ينفي كل إرادة سوى وجه الله والرياء ضده. وقال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).
وأما الأخبار: فقد قال ﷺ حيث سأله رجل فقال: يا رسول الله فيم النجاة فقال: «أن لا يعمل العبد بطاعة الله يريد بها الناس»، وقال أبو هريرة في حديث الثلاثة – المقتول في سبيل الله والمتصدق بماله والقارئ لكتاب الله كما أوردناه في كتاب الإخلاص -: «وإن الله عز وجل يقول لكل واحد منهم: كذبت بل أردت أن يقال فلان جواد كذبت بل أردت أن يقال فلان شجاع كذبت بل أردت أن يقال فلان قارئ».
فأخبر ﷺ أنهم يثابوا وأن رياءهم هو الذي أحبط أعمالهم. وقال ابن عمر رضي الله عنهما: قال النبي ﷺ «من راءى راءى الله به ومن سمع سمع الله به»، وفي حديث آخر طويل: «إن الله تعالى يقول لملائكته إن هذا لم يردني بعمله فاجعلوه في سجين»، وقال ﷺ «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء»، يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم: «اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا عل تجدون عندهم الجزاء».
وأما الآثار: فيروى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رأى رجلًا يطأطئ رقبته فقال: «يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب». وقال علي -كرم الله وجهه-: «للمرائي ثلاث علامات يكسل إذا كان وحده، وينشط إلى كان في الناس، يزيد في العمل إذا أثني عليه وينقص إذا ذم.»
وقال رجل لعبادة بن الصامت: أقاتل بسيفي في سبيل الله أريد به وجه الله تعالى ومحمدة الناس قال: لا شيء لك فسأله، ثلاث مرات كل ذلك يقول: لا شيء لك ثم قال في الثالثة: إن الله يقول: (أنا أغنى الأغنياء عن الشرك) الحديث.
وسأل رجل سعيد بن المسيب فقال: إن أحدنا يصطنع المعروف يحب أن يحمد ويؤجر فقال له: أتحب أن تمقت قال: لا قال: فإذا عملت لله عملًا فأخلصه.
وقال الضحاك: «لا يقولن أحدكم هذا لوجه الله ولوجهك، ولا يقولن هذا لله وللرحم، فإن الله تعالى لا شريك له.»
وقال الحسن: يقال: «إن المرائي ينادى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا مرائي يا غادر يا خاسر يا فاجر اذهب فخذ أجرك ممن عملت له فلا أجر لك عندنا.»
وقال الفضيل بن عياض: «كانوا يراءون بما يعملون وصاروا اليوم يراءون بما لا يعملون.»
وقال عكرمة: «إن الله يعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله لأن النية لا رياء فيها.» وقال الحسن -رضي الله عنه-: «المرائي يريد أن يغلب قدر الله تعالى وهو رجل سوء، يريد أن يقول الناس هو رجل صالح، وكيف يقولون وقد حل من ربه محل الأردياء فلا بد لقلوب المؤمنين أن تعرفه.»
وقال قتادة: «إذا راءى العبد يقول الله تعالى: انظروا إلى عبدي يستهزئ بي.»
وقال مالك بن دينار القراء ثلاثة: «قراء الرحمن وقراء الدنيا وقراء الملوك وأن محمد بن واسع من قراء الرحمن.»
وقال محمد بن المبارك الصوري: «أظهر السمت بالليل فإنه أشرف من سمتك بالنهار لأن السمت بالنهار للمخلوقين وسمت الليل لرب العالمين.»
وقال ابن المبارك: «إن كان الرجل ليطوف بالبيت وهو بخراسان فقيل له وكيف ذاك قال يحب أن لا يذكر أنه مجاور بمكة.»
وقال إبراهيم بن أدهم: «ما صدق الله من أراد أن يشتهر.»