واللَّه مُتِم نُورِهِ

(وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) بقلم: د. محمد حامد عليوة

من يظن أن باستطاعته محاصرة دعوة الله، أو محاولة القضاء عليها؛ فهو واهم عاجز. ومن لا يعتبر بسنن الله في الدعوات، وسننه في هلاك الطغاة والمجرمين؛ فهو خائب خاسر.
ومثل من يحاول محاصرة دعوة الله، ومنعها من أن تصل للناس، كمثل البائس الفقير الذي يُريد أن يحجب ضوء الشمس عن الناس، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون(8)) (سورة الصف)، إنها دعوة الحق سبحانه، ونور الله جل في عُلاه، يحفظها بقدرته، ومُتمُّ نورها بحكمته، ولو كره الكافرون.

دعوتنا في رعاية الله وتحت كنفه 
وكيف بدعوة الله غايتها والرسول قدوتها والقرآن دستورها أن يتركها مولاها يمكر بها عدو بغيض، أو يعبث بثوابتها مُغرّّرُ به مريض؟
إن دعوة ربانية متجردة، أخلص على دربها المخلصون، وضحى في سبيلها السابقون واللاحقون، لن تنفك عُراها التي التحمت وتوثقت من أجل الله وفي الله، ولن ينال منها كيد الكائدين، أو يضرها أَذًى الظالمين، أو يوقف نورها حقد الحاقدين.
ومهما تنوعت على دربها المحن وكثرت الفتن، فهي في رعاية الله وتحت كنفه، فاطمئنوا.

فدعوتنا دعوة حق، ودعوة الحق في رعاية الحق وتحت كنفه، وبالتالي لن يُوقف زحفها أحد. ورغم الهجمة التي تتعرض لها الدعوة، والأذى الذي يطال الدعاة والمصلحين، نقول للمتربصين بدعوتنا:
لن تستطيعوا إطفاء نور الحق، مهما فعلتم، لأن الله متم نوره ولو كره الكافرون، وعلى غرار ما قال عبد المطلب يوم جاء أبرهه الحبشي ليهدم الكعبة: (للبيت رب يحميه)، نقول أيضا: (للدعوة ربُ يحميها).

فدعوة الله هي غرسه جل في عُلاه، وما غرسته يد الله لن تنال منه يد البشر، وستؤتي شجرة الدعوة أُكلها كل حين بإذن ربها.
والكيس من عاش في ظلالها، وحافظ على أصولها، وبذل في رعايتها ونموها، حتى ينعم بثمارها في الدنيا والآخرة.

فجر الإسلام قادم
إن فجر الإسلام قادم بإذن الله، وما يجرى حولنا من تدافع وتمايز يؤكد هذه الحقيقة القرآنية والبشارة النبوية، ومن ضعف يقينه بهذه الحقيقة فليراجع نفسه، ويُجدد إيمانه.
ألم يُؤكد عليها ربنا في كتابه؟ بقوله: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51)﴾ [غافر]
ألم يُبشرنا بها الحبيب المصطفي؟ بقوله ﷺ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الإِسْلامَ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ».
فأبشروا وأملوا، واثبتوا وابذلوا، وانتظروا وعد الله الحق، (وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا).

———–

اترك تعليقا