يسأل البعض.. متى نصر الله؟

خواطر حول قضية النصر

يسال البعض متى نصر الله؟
قل: إن نصر الله قريب، يُقدره الله عز وجل في الوقت والكيفية التي يشاء. ومن يتدبر قول الله تعالي: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)) البقرة. يطمئن قلبه إلى وعد الله سبحانه، رغم البأساء والضراء والزلزلة. وبالتالى فدورنا وواجبنا هو الثبات والتوكل على الله.

فهل كان أحد الصحابة يتخيل في غزوة الأحزاب أن يتم النصر بالريح والرعب في قلوب الكفار؟، وهل كان أحد منهم يتخيل أن خروجهم لملاقاة العير في غزوة بدر سينتهى بهذا النصر المبين رغم عدم استعدادهم؟.

فاليقين الذي لا يفارق قلوب المؤمنين أن الله سيُهلك الظالمين، وإن لم يعلموا متى ولا كيف يفعل ذلك، بل وليس لهم أن يقترحوا على الله موعدًا ولا كيفية فهو العليم الحكيم.

جرت سنة الله أن يكون الأخذ للظالمين من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون، بل ربما أهلكهم من حيث يظنون النجاة (كما حدث مع قوم نبي الله شعيب).
وهزيمة بنى النضير آية من آيات الله، فقد أخزاهم الله، بعد أن حسبوا كل شيء وأخذوا بجميع الأسباب المادية، حتى اعتقدوا أنه لا أحد يستطيع أن يخرجهم من حصونهم لمتانتها وقوتها، فأخرجهم الله من غير أن يكلف المسلمين اصطدامًا مسلحًا ولا قتالًا ضاريًا.

كما أن أشد أوقات المحنة وأثقلها وطأة على نفوس المؤمنيين، هي التي تسبق النصر للمؤمنين والإهلاك للظالمين.
وها هو دعاء الرسول يوم بدر لنعلم منه ضخامة الشدة التي كان فيها المسلمون: «اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض».

وقد تكون النهاية في غاية القُرب، وظواهر الأُمور على عكسها تمامًا. وهذا ما نراه في هلاك فرعون وجنوده.
وأنه بعد الشدة والزلزلة يكون نصرٌ عظيم. وهذا وعد الله الحق (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)). الروم

اترك تعليقا