
ولكن الله يعرفهم
- zadussaerinweb@gmail.com
- أكتوبر 8, 2014
- التربية الدعوية
- 0 Comments
ولكن الله يعرفهم – د. محمد حامد عليوة
الإخلاص هو سر قبول العمل، وحُسن القصد من دواعي التوفيق والسداد في الأعمال، بل إن البركة والتوفيق في العمل يحصلان مع الإخلاص فيه، فنرى أثر العمل الخالص في النفوس، وترى صاحب العمل الخالص لله تعالى في حالة من القبول بين الناس. لأن المخلص لا ينشغل بنظر الناس إليه ولا بنظرهم إلى عمله، ولكنه يتوجه بعمله خالصاً لوجه ربه لا يبتغي من ورائه إلا الأجر الخالص، فلا ينظر إلى سمعة أو مغنم أو جاه أو شهرة.
يذكر ابن كثير في تاريخه قصة مؤثرة عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: فبينما كانت رحى معركة نهاوند تدور على أرض الفرس بقيادة النعمان بن مقرن، كان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه بالمدينة المنورة يدعو الله وينتظر مثل صيحة الحُبلى، حتى كتب إليه حذيفة بن اليمان بالفتحِ مع رجل من المسلمين يُدعى (السائب بن الأقرع)، فلما قدم عليه قال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل فيه الشرك وأهله قال عمر: النعمان بعثك؟ قال: احتسب النعمان يا أمير المؤمنين، فبكى عمر واسترجع ثم قال: «ومن ويحك؟»، فقال: فُلان وفُلان وفلان. حتى عد أناسا كثيرين، ثم قال:
«وآخرين من أفناد الناس لا تعرفهم يا أمير المؤمنين!» فجعل عمر يبكي ويقول: «وما ضرهم ألا يعرفهم عمر؟ ولكن الله يعرفهم، وقد أكرمهم بالشهادة، وما يصنعون بمعرفة عمر؟! ويحَ أمِّ عمر!».
إذا أردت ان تخدم دينك ووطنك ومجتمعك الذي تعيش فيه؛ فلا يشترط أن تكون مشهوراً أو معروفا ًعند الناس، يكفي ان الله يعلم صدقك وإخلاصك وحسن نواياك.
قصة صاحب النقب
ولنا فى قصة صاحب النقب خير شاهد ودليل على هذا المعني، فى إنكار الذات، والقصد بالأعمال وجه الله دون نظر إلى ذكر أو محامد أو تفاخر بها بين الناس. ولأن سلوك صاحب النقب كان خالصاً لله تعالى، فقد كان مسلمة بن عبد الملك بن مروان – أحد قادة الفتح الإسلامي في المشرق – يقول في سجوده: «اللهم احشرني مع صاحب النقب». ورغم أنَّ مسلمة من أشهر الفاتحين إلا أن دعاءه في كل صلاة أن يجعله الله مع صاحب النقب الذي كان سببًا في فتح الحصن، شرفه أكثر من كل سمعة وشهرة.
لقد مات صاحب النقب في أجله الموعود، فنسيه الناس ولم يعرف بموته أحد، ولكن الله سبحانه وتعالى يعرفه ولا ينساه. وأين معرفة الناس وذكرهم من معرفة الله وذكره؟
يقول الإمام بن القيم – رحمه الله: «إن الله إذا أراد بعبدٍ خيرًا سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نُصْبَ عينيه حتى يدخل الجنة، فإن ما تُقبِّل من الأعمال رُفع من القلب رؤيته، ومن اللسان ذكره».
إنْ لم يكن للهِ فعلك خالصًا .. فكلّ بنـاءٍ قد بنيْتَ خـرابُ
اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة عملٍ صالح تنفعكم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
—————————————
zadussaerin
«اللهم احشرني مع صاحب النقب».
zadussaerin
يقول الإمام بن القيم – رحمه الله: «إن الله إذا أراد بعبدٍ خيرًا سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نُصْبَ عينيه حتى يدخل الجنة، فإن ما تُقبِّل من الأعمال رُفع من القلب رؤيته، ومن اللسان ذكره».
zadussaerin
يقول الإمام بن القيم – رحمه الله: «إن الله إذا أراد بعبدٍ خيرًا سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نُصْبَ عينيه حتى يدخل الجنة، فإن ما تُقبِّل من الأعمال رُفع من القلب رؤيته، ومن اللسان ذكره».