­

إنكم مظهر إداريّ لغاية روحية

إنكم مظهر إداريّ لغاية روحيةبقلم: د. محمد حامد عليوة
هي حقيقة يجليها الإمام البنا عن الدعوة وما يجب أن يكون عليه الدعاة.
حيث يبين – رحمه الله – من خلال هذا التعبير الدقيق أن حقيقة هذه الدعوة أنها صدى لدعوة الإسلام وامتداد فى النهج والسير الذى سار عليه الحبيب المصطفي ﷺ وصحابته الكرام؛ إنها النور الذى بدد الله به ظلمات المادة؛ واليقين الذى أزال الله به غشاوة القلوب؛ والهداية التى أنار الله بها قلوب الحيارى.

نعم؛ إنها دعوة الحق المبين؛ التى هي روح سرت فى جسد وقلب الأمة فأحيتها بنور القرآن وهدي النبي العدنان ﷺ.
نعم؛ إن التربية الروحيَّة، وترسيخ العقائد في القلوب، وتركيز المشاعر في النفوس، لها ما بعدها من الآثار والثمار على الفرد والجماعة.
نعم لا بد لنا فيها من الأنظمة والإداريات؛ والخطط والعمليات فهذا من الضرورات؛ لكن ذلك كله لا يجب أن يصرفنا عن جوهرها.
إنها الغاية الروحية والمشاعر القلبية والمعاني الربانية التى يجب أن تسيطر على الدعاة وتصبغ حياتهم بصبغة الله
(صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138))، سورة البقرة.

ولذلك كان من علل الطريق سيادة المظاهر والإداريات على حساب المشاعر والروحانيات؛ وحين تغيب الروح والمشاعر عن الأعمال تتحول إلى برامج جافة جامدة يعلو صوتها ويقل إنتاجها؛ ووقت الخلاف لا نجد فيها ما يلطف الأجواء ويضبط الأهواء.
إنها حياة الروح التى تتميز بها دعوة الحق ورسالة الصدق؛ والتي يجب أن يحافظ عليها الدعاة في حركتهم وأعمالهم وتفاعلهم وعلاقاتهم؛ حتى تتحقق الغاية الروحية التى أشار إليها الإمام حسن البنا -رحمه الله – بقوله:
«إنكم مظهر إداريّ لغاية روحية».

اترك تعليقا