حال من يُحبون المدح ويخشوّن المذمَّة

حال من يُحبون المدح ويخشوّن المذمَّة – د. محمد حامد عليوة

من الأمور المهلكة في السلوك الإنساني، أن تستحوذ على الفرد حالة من الحب الشديد لمدح الناس له، والهلع والخوف والاضطراب إذا ذكروا عيوبه وتعرضوا لمساوئه، وهذه الحالة في العلاقات الإنسانية ذات نتائج وخيمة على الفرد نفسه ثم على المجتمع إذا انتشرت وتوسعت، لأن هذا المرض وهذه الحالة قد تجعل الفرد المصاب به يفرط في المبادئ والقيم ويتجاوز الأعراف في سبيل دوام مدح الناس له وعدم تعرضهم لعيوبه، بل قد يتطور الأمر إلى أن يقع في المحظور ويعصي ربه ولا يلتزم بأوامره ونواهيه تحقيقاً لهذه الرغبة في نفسه، لذا وجب علاج هذا المرض العضال لأنه باب من أبواب هلاك العبد والعياذ بالله.

ومما ذكره ابن قدامة المقدسي – رحمه الله – يتعلق بهذا الأمر أنه قال:
‏ «واعلم أن أكثر الناس إنما هلكوا لخوف مذمَّة النَّاس، وحب مدحهم فصارت حركاتهم كُلُّها على ما يوافق رضى الناس، رجاء المدح وخوفا مِنَ الذَمِ، وذلك مِنَ المهلكات فوجبت معالجته». ‏ مختصر منهاج القاصدين، (ص 212)
.

———————–

اترك تعليقا