
ضوابط تربوية في أعمال الدعوة العامة – د. محمد حامد عليوة
- zadussaerinweb@gmail.com
- ديسمبر 4, 2019
- التربية الدعوية
- 0 Comments
ضوابط تربوية في أعمال الدعوة العامة – د. محمد حامد عليوة
إن من مقاصد الدعوة إلى الله؛ إشاعة الخير بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحث الناس على الفضائل والطيبات وتحذيرهم من الرذائل والمنكرات. ونحن على طريق الدعوة نمارس نوعين من أعمال الدعوة أحدهما يتعلق بالبناء والتكوين والآخر يتعلق بالدعاية والتعريف، والجهود المبذولة في الخطين (التعريف – التكوين) ليست منفصلة بل يكمل كل منها الآخر.
والتبشير بالدعوة وحركة الدعاة بها في المجتمع من الجوانب المهمة في سير الدعوة، بل وتحريك المجتمع (أفرادًا ومؤسسات) معنا في نشر الخير أمسى من المبادئ والتوجهات الأساسية في العمل الدعوي العام، وشاع بيننا شعار (العمل مع المجتمع) ليحل محل (العمل في المجتمع)، ليؤكد هذا التوجه على أن المجتمع كيان مشارك وفاعل في نشر الخير والتحرك به. وهو ما تؤكده أحد سياسات الدعوة في الأونة الأخيرة وهي: (أننا كأصحاب دعوة نقود الأمة فى الاصلاح والتغيير ولاننوب عنها).
إرشاد المجتمع
تعرض الامام البنا لهذا المفهوم وهو يستعرض مراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق، فبعد أن ذكر مرتبة إصلاح الفرد، ثم مرتبة تكوين البيت، أتبعمها بمرتبة إرشاد المجتمع، فقال – رحمه الله -: «وإرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه، ومحاربة الرذائل والمنكرات، وتشجيع الفضائل، والأمر بالمعروف، والمبادرة الى فعل الخير، وكسب الرأي العام الى جانب الفكرة الاسلامية، وصبغ مظاهر الحياة العامة بها دائما). رسالة التعاليم
ومما لاشك فيه أن الدعوة في مرحلة الانفتاح على المجتمع تنطلق من كونها دعوة تربوية عملية، يتحرك أفرادها بالخير في المجتمع بالأخلاق التي تربوا عليها والقيم التي غرستها فيهم دعوتهم وفق منهج الاسلام، فلا ينفصل زاد الأخ عن حركته، ولا تنفصل تربيته عن دعوته، وبالتالي بقدر قوة الدعوة في تربية وتكوين أفرادها، يكون فعلها وأثرها في المجتمع الذي تتحرك فيه.
ومن القضايا المهمة وقت الانفتاح على المجتمع قضية (الدعاية والاعلان عن أعمال الدعوة العامة، والتوظيف التربوي لبرامج الدعوة العامة)، ونقصد بذلك الأعمال ذات الطابع العام التي تقوم بها الدعوة في مجال الإرشاد والإصلاح وخدمة المجتمع والنهوض به مثل: (خدمة المجتمع – رعاية الأيتام – إغاثة الملهوف – علاج المرضى – مساعدة المساكين – معاونة المتضررين من الكوارث – قوافل التوعية الدعوية – ونصرة المسلمين المستضعفين في الأرض ومساعدتهم – التوعية السياسية والمطالبة بالحقوق _ وتعليم الكبار ومحو الأمية – وأنشطة المناسبات الاسلامية المختلفة كأنشطة شهر رمضان بأنواعها والأضاحي وزكاة الفطر ودخول المدارس … الخ- أنشطة المساجد من دروس ومحاضرات وتحفيظ .. الخ – الأنشطة الانتخابية سواء النقابية أو الطلابية أو البرلمانية …. وغيرها).
ونحن في هذا المقام لسنا بصدد الحديث عن فوائد العمل العام مع المجتمع ودوافعه فهي كثيرة، ولكن كما أن للعمل مع المجتمع منافع وفوائد كثيرة، فإن له في ذات الوقت محددات وضوابط يجب مراعاتها والوقوف عندها.
من الضوابط التربوية للعمل الدعوي العام:
تتنوع الضوابط التربوية التى يجب أن نأخذ بها ونراعيها ونحن نمارس برامجنا العامة بمختلف مجالاتها ومسارتها السابق ذكرها، من بين هذه الضوابط: كيف نعلن عن برامجنا وأنشطتنا ونسوق لمشاريعنا وفعالياتنا الدعوية، وكيف نظهرها للناس؟ وكلها ضوابط تتعلق بدوافع هذه الأعمال، ومقاصد الإعلان عنها للناس، وعلاقة أنشطتنا بأعمال غيرنا ممن يعملون في ساحات العمل العام. إضافة إلى بعض الضوابط التى يجب مراعاتها أثناء تنفيذ برامجنا العامة.
وهذه بعض الضوابط التربوية المرجو مراعاتها في أعمال الدعوة العامة: