قافلة الله تسير بنور الله

قافلة الله تسير بنور الله – بقلم: الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد (نقيب الطلاب) (*)

«أيها الإخوان: هذه دعوتنا، بل دعوة الله، أعلنها عليكم واضحةً صريحةً، وهذه قافلة الله تسير إلى الله بنور الله، وهي لن تضرها القلة؛ والله يقول: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ﴾ (البقرة: 249)، ولن تزعزعها الدنيا الباطلة؛ لأنها تدافع بقوةِ الله قبل قوتها، وإنَّ الله ليُسخر الدنيا ويُخضع الطبيعة للإيمان، فلا يملك الباطل أمام الحق إلا الهزيمة».(1)

—————-
(1) المصدر: من كلمة الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد، بمؤتمر طلاب الإخوان المسلمين، المنعقد في القاهرة بتاريخ (19 ذي القعدة 1356 هـ) الموافق، (1938/2/20م)

(*) الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد .. عميد طلاب الإخوان المسلمين
في قرية (محلة فرنوى) التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة وُلد الأستاذ محمد عبد الحميد، وكان ميلاده في 23/9/1911، وشبَّ الصغير في أسرةٍ دينية، فوالده وجده من الأزهريين، وقد حصل والده على شهادة العالمية وعمل بالمحاماة الشرعية فترةً طويلةً في القاهرة، ثم التحق خطيبًا وإمامًا في وزارة الأوقاف، وظل كذلك حتى أُحيل على المعاش عام 1971م.

التحق محمد بكُتَّاب القرية وحفظ القرآن وتعلَّم فيه، ثم التحق بمراحل التعليم في القرية حتى انتقل مع والده إلى القاهرة فالتحق بمدرسة الجمعية الإسلامية، والتي حصل على الابتدائية فيها، ثم مدرسة الإبراهيمية الثانوية؛ حيث حصل على الثانوية ثم تخرَّج في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) قسم اللغة العربية والدراسات الشرقية عام 1938م.
وبعد تخرجه وجد صعوباتٍ في التعيين ولم يرضَ لنفسه أن يطلب المعونة من أحد الكارهين للدعوة مثل الدكتور طه حسين، وظلَّ كذلك حتى عُيِّن مدرسًا بمدارس الإخوان المسلمين بالإسماعيلية، وقضى فيها عامين؛ حيث نهض بالمدرسة، ثم سافر للعمل مدرسًا في العراق عام 1941م.

تعرَّض للمحنة في عهد عبد الناصر وأُوذي كثيرًا وظلَّ في السجون فترةً طويلةً حتى خرج فسافر، وكانت آخر وظائفه محاضرًا في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1985م.

بعد أن خرج الأستاذ محمد عبد الحميد للعمل كمحاضر في جامعة أم القرى بمكة أقام بقية حياته بها حتى تُوفي بعد مرضٍ عضال قاساه شهورًا طويلة في 4/5/1992 م، وصُليَّ عليه بالحرم المكي ودُفِنَ بمكةَ المكرمة.

قالوا عنه
يقول عنه الأستاذ محمد حامد أبو النصر (المرشد العام الرابع للإخوان المسلمين):
إن الأخ الكريم الأستاذ محمد عبد الحميد بذل في سبيل نشر دعوة الإخوان كل غالٍ وثمين واستطاع في قوته وشبابه أن يلج كل المجتمعات حاملًا هذه الراية دون كللٍ أو ملل، بل إنه قد تعرَّض لكثيرٍ من المتاعب والمشقات، وقامت في سبيله كثير من العقبات، لكنه بفضل الله استطاع أن يزيل العقبات وأن يجمع الصفوف، وأن يجعل كلمة الله تعالى هي العليا في وقتٍ كانت فيه الأفكار المحاربة للإسلام هي السائدة والمزودة بكثيرٍ من الإمكانيات، كما أن الأخ من أوائل مَن نشروا دعوة الإخوان المسلمين في العراق الشقيق؛ حيث عمل مدرسًا هناك فبذر البذرة ونمت الشجرة وامتدت فروعها هناك.

ويقول الأستاذ عبد الحكيم عابدين (السكرتير العام للإخوان المسلمين):
إن الله- عزَّ وجلَّ- أدخر لي السعادة والثقة الكبرى بالتحاقي بدعوة الإخوان المسلمين في كلية الآداب المباشر ومَن يدري لو التحقت بكلية الحقوق لم يكن في استطاعتي؛ ذلك لأن داعية الإخوان المسلمين الأول في الجامعة ومثال الفناء في الدعوة فهمًا وعلمًا وتضحيةً وصبرًا ومجالدةً كان أحد طلبة كلية الآداب كنا نسميه دائمًا أبا الطلبة الإخوانيين، وهو أخي وأستاذي محمد عبد الحميد أحمد.

ويقول الأستاذ محمد عبد المنعم (أحد قادة الإخوان في الإسكندرية ومن الرعيل الأول):
“إن دعوة الإخوان كانت موجهة للشباب، بصفة خاصة شباب طلاب الثانوي والشباب في القطاعات المختلفة، وكان من أوائل الناس الذين كان لهم البذرة الطيبة في الجامعة الأخ محمد عبد الحميد أحمد رحمه الله، والذي عاصرته في الفترة من 1954، 1965 وهو مُرِبٍّ فاضل، وكان طالبًا في كلية الآداب، وكان أول مَن أنشأ قسم الطلاب، وكان يُسميه الأستاذ البنا (الطالب الأول).

اترك تعليقا