وحي رمضان .. هدية السماء إلى الأرض

وحي رمضان.. هدية السماء إلى الأرض
بقلم: الإمام حسن البنا

وإنما نزل القرآن في رمضان؛ لأنه روح من الله يجب أن تُجهز لها الأرواح بهجران المادة والصوم عن الشهوات جُملة، حتى يُصادف وعاء خاليًا فيتمكن، وتقع القلوب والأفئدة مُبصرة على ضوء واضح ساطع من سناه فترق وتخشع، فكانت المناسبة بين القرآن ورمضان، وهذا الصوم الحسي الذي تتطهر به أرواح المؤمنين فتسمو إلى عليين. أو أنه لهذا المعنى فُرض الصيام في رمضان تكريمًا لأيامه ولياليه التي أُنزل فيها القرآن ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..﴾ 185البقرة. ولقد جاء في الحديث: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة».

——————————
المصدر: من مقال للإمام حسن البنا بعنوان (وحي رمضان. هدية السماء إلى الأرض)، نُشر بجريدة الإخوان المسلمين اليومية، السنة الأولى، العدد (74)، (ص 3)، بتاريخ 1 رمضان 1365هـ الموافق 29 يوليو 1946م.

اترك تعليقا