في طبيعة الطريق

في طبيعة الطريق(مع زاد السائرين)

يقول الله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)). القصص. صدق الله العظيم

* هذه إرادة الله الماضية في كل جيل.

* وهذا وعده للمؤمنين في كل عصر.

* وهذا قدره الغالب مع كل طاغية ومتكبر.

ما كان المستضعفون أئمة في الأرض إلا حين صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون.

وما كان الذين استضعفوا أئمة الا حينما جعلوا بيوتهم للناس قبلة وأقاموا الصلاة.

وما كان الذين استضعفوا أئمة الا حين قالوا: (عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

ولن يكون المستضعفون في عصرنا هذا أئمة إلا إذا ابتلوا كما ابتلي أبيهم إبراهيم ونبيهم محمد .

فما صار إبراهيم عليه السلام إماماً إلا بعد البلاء المبين وأتم كلمات ربه (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

ثم حين ابتلاه ربه بكلمات فأتمهن حتي صار علماً علي الوفاء (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) .. بل كان وحده أمة  (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

وقد يكون ابتلاء الذين استضعفوا من داخلهم أشد من ابتلائهم من عدوهم.

فقد يكون الابتلاء أن يكون فيهم سماعون لغيرهم، كما قال الله تعالى: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)،

وقد تصل الغفلة ببعضهم حتى تأتي عصبة منهم بالإفك (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم).

وقد يقولون ما ليس لهم به علم، فهم لم يسمعوه بأذانهم ولم يعرضوه على عقولهم (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ).

تتتتت

لقد ضاقت صدور أهل الحق بما يُنشر في شبكات التواصل الاجتماعي حول الدعوة وقيادتها ومنهجها، وما تبثه القنوات والشاشات من أكاذيب وافتراءات، تزعزع الثقة وتفرق الصفوف وتبعثر الجهود.

ويزداد الصدر ضيقاً حينما يُصدق بعض أبناء الدعوة هذا الكلام، ويبدأ بعضهم في تناقله ونشره، ويتكلم عن دعوته وقيادته ومنهجه وطريق سير دعوته بما لا يليق بأخ مسلم صادق غيور.

وبدلاً من أن يصد الهجمة، ويقوي اللُّحمة، ويسد الفجوة، ويحمي الثغرة، تراه يُسهم فى غير ذلك وهو لا يدري!  

حتى بلغ الضيق – بسبب هذه التصرفات – إلى عقد الألسنة من النطق والكلام، كما قال موسي عليه السلام: (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي).

إنها طبيعة الطريق ومعالمه، حين تكشف المحن معادن الرجال، وتُزلزل النفوس، حتى تتمايز الصفوف، وتبقى القلة الصادقة المؤمنة الثابتة التى تستحق أن يتنزل عليها الفرج ويتحقق لها النصر والتمكين. (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

————————————

اترك تعليقا