ستة لا تنتصر بهم دعوة الحق

ستة لا تنتصر بهم دعوة الحق – بقلم: د. محمد حامد عليوة

نقف اليوم أمام واحدة من روائع فقه الدعوة للعلامة الدكتور مصطفى السباعي – رحمه الله -، أوردها في كتابه القيم (هكذا علمتني الحياة)، وقد تعرض فيها لبعض الصفات السلبية التي إن تفشت في الصف المسلم – لا قدَّر الله –  فإنها قد تؤخر نصر الدعوة، وتجعل من صاحبها حاجز للرحمة حائل دون التوفيق. 

فيقول رحمه الله: «لا تنتصر دعوة الحق بستة: مُستعجل في الشهرة مُتهالك عليها، وجَرِيء في القول جبان عند العمل، وعَامي في ثقافته مُلتو في أساليبه، ومُؤثر للسلامة على التضحية، ومغرور يُقدر نفسه بأكثر مما هي عليه، وضعيف يُسيره من هو أخبث منه».

نعم.. هذه صفات ذميمة لا يستقيم أمر صاحبها، ولا تصلح لعمل جماعي ذو أهداف كبرى وغايات عظمى، لأنها صفات تشير إلى سوء النية وفساد الطوية. وأغلب هذه الصفات – إذا دققنا فيها النظر – نجد أن محورها الأساسي: (حب النفس والتمحور حول الذات)، ومحورها الثانوي: (ضعف الشخصية وسوء الطوية).  

ومثل هذه الصفات لا يصلح صاحبها في العمل العام النافع، ولا في العمل الجماعي المنظم. لأن من يعملون في هذه الحقول لا بد أن يعملوا للعطاء لا للأخذ، يقدموا المصلحة العامة على المنفعة الشخصية.

وهنا أذكر حديث (الثلاث المهلكات).. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» (رواه البزار والطبراني وحسنه الألباني).

وهذه الآفات الثلاث الواردة فى حديث النبي ، تأتى في سياق صفات الستة الذين لا تنتصر بهم دعوة الحق، بل يعتبر بعض أهل العلم والتربية الدعوية أن هذه الآفات الثلاثة لا يصلح صاحبها فى العمل الجماعي للإسلام، إذ أنه كيف يعطي للدعوة من وقته وجهده وماله – وحتى نفسه – وهو شحيح بخيل؟! .. وكيف يعمل ويضحى للغايات الكبري وهو متطلع لشهرة أو أسير لشهوة، نتيجة اتباعه هواه؟! .. وكيف يسمع ويطيع، ويلتزم بالشوري، ويتمثل الجندية الصادقة في خدمة الدعوة ونُصرة الحق، وهو مُعجب بنفسه معتد برأيه؟!

———————–

اترك تعليقا