من مقومات انتصار الدعوات
من مقومات انتصار الدعوات – بقلم: الإمام حسن البنا – رحمه الله
«ولقد علموا أصدق العلم وأوثقه أن دعوتهم هذه لا تنتصر إلا بالجهاد والتضحية والبذل وتقديم النفس والمال، فقدموا النفوس وبذلوا الأرواح، وجاهدوا في الله حق جهاده ، وسمعوا هاتف الرحمن يهتف بهم: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة 24 .
فأصاخوا للنذير، وخرجوا عن كل شىء، طيبة بذلك نفوسهم، راضية قلوبهم، مستبشرين ببيعهم الذى بايعوا الله به.
يعانق أحدهم الموت وهو يهتف: (ركضاً إلى الله بغير زاد).
ويبذل أحدهم المال كله قائلاً: (تركت لعيالي الله ورسوله). ويخطر أحدهم والسيف على عنقه:
ولست أبالي حين اقتل مسلماً … على أي جنب كان في الله مصرعي».
المصدر: رسالة (الإخوان تحت راية القرآن)، للإمام حسن البنا.