في أدب المتربي مع المربي

في أدب المتربي مع المربي – د. محمد حامد عليوة

مما لا شك فيه أن من ثمار التعليم النافع والتربية الصحيحة أن يتولد لدى الطالب والمتعلم شعوراً بالتقدير والاحترام لأستاذه ومعلمه، بل يتعدى الأمر الحالة الشعورية منتقلاً إلى السلوك المنضبط والأدب الرفيع في تعامل المريد مع شيخه وطالب العلم مع أستاذه، فيقدر الطالب جهود أستاذه ويتأدب في حضرته، فلا يقاطع حديثه ولا يرفع صوته ويتأدب في جلسته بين يدي شيخه ومعلمه، وليحرص على أقصى فائدة وأجدى انتفاع من علم أستاذه. 

ففي واحدة من روائع الإمام ابن جماعة الكناني – رحمه الله – والتي تتعلق ببعض آداب المتربي نحو مربيه وطالب العلم تجاه أستاذه. 

يقول ابن جماعة الكناني – رحمه الله -: «ليعلم طالب العلم أن ذله لشيخه عزّ، وأن خضوعه له فخر، وتواضعه له رفعة، وعلى طالب العلم أن ينظر إلى شيخه بعين الإجلال؛ فإن ذلك أقرب إلى انتفاعه به».

وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء، وقال: «اللهم استر عيّب شيخي عني، ولا تُذهب بركة علمه مني».

وأحسب هنا أن المقصود بذل المتربي أمام شيخه وخضوعه له؛ ليس ذل مهانة وانكسار، أو خضوع وانهزام وصغار، فطالب العلم الحق والمتربي بصدق لا ينكسر ولا يذل نفسه إلا لخالقه ومولاه سبحانه، ولكن المقصود هنا – في قول الإمام بن جماعة – هو التأدب في حضرة المربي، إجلالاً لما يحمله من علم وخير، يفيض به على مريديه، وإقراراً بفضله على طلابه.

اترك تعليقا