
في جمع القلوب ووحدة الشعوب
- zadussaerinweb@gmail.com
- نوفمبر 27, 2020
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
في جمع القلوب ووحدة الشعوب – بقلم: الإمام الشهيد حسن البنّا
تتردد في الناس الآن نغمة وحدة الزعماء وجمع كلمة الزعماء، فإذا لم تجتمع كلمة الزعماء فماذا نصنع؟
أنقف مكتوفين حتى تتهيأ لهم وسائل الاجتماع؟
لا تشغلوا أنفسكم بهذا – أيها الإخوان- فالوقت أثمن والعمل أنفع، اجمعوا الشعب على الأهداف والحقوق، واصرفوه عن كل ما سواها من معاني المهاترة والانقسام، وأفهموا الناس ضرر الخوض في هذا الهراء الذي لا يُجدي ولا يفيد، وستجدون في الناس استعدادًا لهذا إن شغلتموهم به، فإن اليد الفارغة تسارع إلى الشر، والرأس الخاوي معمل الشيطان!

فاشغلوا الفراغ في نفوس الناس بالجد من الأمور، وبدراسة هذه الحقوق، وأفيضوا فيهم معاني هذه الدراسة الناضجة، فإذا اجتمع الشعب على ذلك فقد قضى الأمر، وسندع للزعماء الصف الأول، وسندعوهم إلى القيادة، وسنقول لهم: هذا هو الشعب وهذه هي الطريقة، فهيا سيروا على بركة الله، ونحن قوم مؤدبون بأدب الإسلام، ونعلم قول الرسول الكريم ﷺ: «لا تزال أمتي بخيرٍ ما وقَّر صغيرها كبيرها، ورحم كبيرها صغيرها»، فلن نتقدمكم ما تقدمتم، ولن نخالفكم ما استقمتم، وعليكم الجد ما استطعتم،
فإذا فعلوا فذاك وإلا فقد تخلوا عن الأمانة، وجردوا أنفسهم من معنى الزعامة، ولا بد أن تجد الراية حملتها، وهم موجودون ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ (محمد: من الآية 38).
المصدر: خاطرة للإمام حسن البنّا، نُشرت فى مجلة الإخوان المسلمين نصف الشهرية العدد (74)، السنة الثالثة، 14 ذي القعدة 1364ﻫ- 20 أكتوبر 1945م.